قبل بداية الأزمة المالية العالمية كان الاقتصاد الأمريكي يسير بقوتين أساسيتين، عمليات الإنشاء الضخمة للمساكن، والإنفاق الاستهلاكي الضخم، غير أن هاتان القوتان كانتا تتأثران بالتبعية بارتفاع أسعار المساكن في الولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى طفرة في الإنفاق وزيادة الاستهلاك بواسطة المستهلكين الذين شعروا مع زيادة أسعار المساكن أنهم أغنى (أثر الثروة على الاستهلاك)، غير أن ارتفاع أسعار المساكن كان من الناحية الفعلية مجرد فقاعة ضخمة، قامت أساسا على التوقعات غير الواقعية باستمرار ارتفاع أسعار المساكن بدون حدود في المستقبل.
عندما انفجرت الفقاعة انخفضت قوتا الدفع الرئيسيتان في الاقتصاد الأمريكي بصورة كبيرة، وهما مرة أخرى الإنفاق على إنشاء المساكن والإنفاق الاستهلاكي، على سبيل المثال في 2006 وفي أوج الفوران قامت شركات البناء بإنشاء 1.8 مليون مسكن جديد، مقارنة بحوالي نصف مليون مسكن فقط في 2010، وفي 2006 اشترى المستهلكون الأمريكيون 16.5 مليون سيارة، أما في عام 2010 فقد اشتروا 11.6 مليون سيارة فقط. في غضون عام بعد انفجار أزمة المساكن، استطاع الاقتصاد الأمريكي التنفس من خلال زيادة الصادرات، غير أنه مع نهاية 2007، انقلبت الأوضاع ودخل الاقتصاد الأمريكي حالة الركود التي لم يستفق منها حتى اليوم.
من خلاصة قراءتي في كتاب End this Depression Now للاقتصادي بول كروجمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق