الجمعة، فبراير ١٥، ٢٠١٣

لماذا يتحول الخبز المدعم إلى علف للماشية في السعودية؟

 
نشرت ''الاقتصادية'' تحقيقا عن أن بعض المخابز في المملكة يعمد إلى تجفيف الخبز وبيعه كعلف للمواشي، بدلا من توزيعه من خلال قنوات التوزيع الطبيعية للاستهلاك الآدمي، وأن بيع المخابز الخبز المجفف لأغراض إطعام الماشية يحقق أرباحا أعلى من تلك المحققة في حالة توجيهه نحو الاستخدام البشري. بهذا الشكل أصبح هناك سوقان للسلعة نفسها بهيكلين مختلفين للطلب والسعر في الوقت ذاته؛ سوق تباع فيها السلعة بالسعر الرسمي، والأخرى سوق موازية، أو بالأحرى سوق سوداء تباع فيها السلعة المدعمة نفسها بسعر أعلى من السعر الذي تستهدفه الحكومة من دعم دقيق الخبز.
إن هذه النتيجة الغريبة جدا لسوق الخبز، تعكس حالة التشوه الناجم عن التدخل الحكومي بدعم الخبز إلى مستويات سعرية غير معقولة، بالشكل الذي لا يجعل السوق تعمل على تحقيق الهدف الأساسي منها، وهو تخصيص الموارد الاقتصادية في الدولة على النحو الذي يضمن تحقيق الكفاءة الاقتصادية، ما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك تماما، حيث يتم هدر الموارد المالية للدولة وتوجيهها في الاتجاه الخاطئ، على النحو الذي يجعل الطعام الآدمي أرخص من علف الحيوان.
أن يصبح تحويل الخبز من الاستخدام الآدمي إلى الاستخدام الحيواني أكثر ربحية، فإن ذلك يعكس حقيقة أن سياسة دعم دقيق الخبز في حاجة إلى مراجعة مكثفة، وأن مستويات الدعم الحالية لا بد من تخفيضها لتجنب مثل هذه النتائج غير المقبولة ورفع درجة كفاءة السوق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق