الثلاثاء، مايو ١٨، ٢٠١٠

كيف سيكون وضع الدولار الأمريكي في 2050

نظرا لأهمية الكتابات الاقتصادية التي أصبحت تحتويها المدونات اليوم، خصوصا المدونات الرئيسية في هذا الحقل في العالم، حرصت مؤسسة كوفمان http://www.kauffman.org  على استطلاع آراء كبار المدونين في مجال الاقتصاد، حول بعض القضايا الاقتصادية الرئيسية كل ربع سنة. الإصدار الخاص بالربع الثاني من هذا العام من تقرير مؤسسة كوفمان والذي يحمل عنوان Kauffman Economic Outlook: A Quarterly Survey of Leading Economics Bloggers (للحصول على نسخة من التقرير اضغط على الرابط: http://www.kauffman.org/uploadedFiles/Economic_Bloggers_Survey_Q2_2010.pdf)، يقدم تحليلا لنتائج استبانة مكونة من 8 أسئلة تم صياغتها بواسطة مجموعة من كبار المستشارين وتوزيعها على 200 مدونا، هم أهم المدونين في المجال الاقتصادي وفقا لتصنيف  http://www.econolog.net لأهم المدونين في مجال الاقتصاد، وقد احتوى التقرير تحليل لنتائج استجابات 76 مدونا. الأمر الذي يحتاج الى تأكيد هنا هو أنه لا يجب التقليل من أهمية استطلاعات الرأي أو نتائج الاستبانات العامة، فعلى مثل هذه الدراسات تقوم الكثير من خطط المستقبل، بل وتعتمد  عليها الشركات ذات النشاط التجاري في رسم استرتيجياتها المستقبلية.

ما لفت نظري في التقرير هو نتائج استجابة المدونين حول وضع الدولار الأمريكي في عام 2050 كعملة احتياط دولية، والتي أراها نتيجة مثيرة للاهتمام جدا، حيث يرى كبار المدونين في العالم أنه حتى في عام 2050 سوف يستمر الدولار الأمريكي هو عملة الاحتياط الأولى للعالم. مؤسسة كوفمان قامت بتفريغ نتائج السؤال الخاص بعملة العالم الاحتياطية في 2050 في صورة الشكل التالي:





الشكل يوضح ان 76% من المستجوبين (الذين أجابوا على الاستبيان) يرون أنه حتى في عام 2050 سوف يستمر الدولار الأمريكي عملة الاحتياط الأولى للعالم (اللون الازرق من الدائرة)، بينما يرى 3% فقط من المدونين أن اليورو (اللون البني) يمكن أن يكون عملة الاحتياط الأولى للعالم في 2050. هذه النتيجة تعني أن كبار المدونين في مجال الاقتصاد غير مقتنعين بأن الاتحاد النقدي الأوروبي هو منطقة عملة مثلى، وأن مستقبل اليورو ليس مضمونا كعملة احتياط للعالم، وأن المشكلات التي يواجهها الدولار حاليا هي مشكلات وقتية مرتبطة بطبيعة المرحلة التي يمر بها الاقتصاد الأمريكي. أتفق مع النتيجة الأولى، واختلف بعض الشيء مع النتيجة الثانية، صحيح أن اليورو يواجه مشكلات عميقة اليوم، غير انه بالفعل كان يكتسب دورا متزايدا كعملة دولية قبل أزمة اليونان، خصوصا في السنوات الأخيرة. الشكل يوضح أيضا أن 12% من ممن أجابوا على الاستبيان يرون أنه في عام 2050 يمكن أن يكون اليوان الصيني (اللون الأصفر) هو عملة الاحتياطي للعالم، بينما يرى 6% من المدونين أن الروبية الهندية (اللون البنفسجي) يمكن أن تكون عملة الاحتياط للعالم في عام 2050. أختلف مع النتيجتين الأخيرتين، لا أرى أي مستقبل للروبية الهندية كعملة احتياط للعالم، بينما أرى أن الدور الكامن لليوان كعملة احتياط للعالم مبالغ فيه.
عزيزي القارئ ما تشاهده في الصورة هو مجرد توقعات للوضع الذي يمكن أن يسود في المستقبل، رسمه أهم المدونين في مجال الاقتصاد في العالم، ولكن هذا لا يعني أن هذه التوقعات ليست قائمة على أساس، أو ليس لها أساس من الصحة، في رأيي كل المعطيات القائمة حاليا تسير مع هذه التوقعات أو تؤيدها، المشكلة أننا يجب أن ننتظر حتى 2050 حتى نتأكد من صحة هذه التوقعات، وهو أمر قد يبدو مستحيلا بالنسبة للكثير منا، على الأقل بالنسبة لشخص متقدم في السن مثلي.

هناك ٤ تعليقات:

  1. أطال الله في عمرك دكتور

    ردحذف
  2. شكراً دكتور
    كنت اتابع ما تكتبه في موقع أرقام (ألفابيتا)، الآن عرفت مدونتك.

    ردحذف
  3. شكرا عباس
    أنا لا أكتب في ألفا بيتا.
    أنا أعطيت الحق لألفا بيتا بأن تختار من مدونتي ثم تنشر ما تختار. وهي صاحبة الحق الوحيد في ذلك.

    ردحذف