الأحد، مايو ١٦، ٢٠١٠

إسرائيل تنضم إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

قرأت هذا الخبر الذي أحزنني كثيرا أن تنضم إسرائيل، على الرغم مما يثار حولها من ملاحظات كدولة عنصرية، قائمة على الظلم والتمييز العنصري وسجلها في مجال خرق حقوق الإنسان الفلسطيني لا يقل سوءا عن أداء الدول العربية في خرق حقوق الإنسان لرعاياها. فكيف يسمح العالم الذي يطلق على نفسه العالم المتقدم أن يكون لمثل هذه الدولة مكانا في وسط هذا التجمع من نادي الأغنياء.



كان من الواجب على أوروبا فهي التي تتغنى بحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات والعدالة والمساواة.... الخ أن تحول دون دخول إسرائيل إلى المنظمة. المنظمة أعلنت أنها تهتم أساسا بالشئون الاقتصادية وبالتالي تضم إلى عضويتها الدول التي تستوفي بعض المؤشرات الاقتصادية من حيث الهيكل الاقتصادي ومستويات الناتج والكفاءة الاقتصادية...الخ بهذا الشكل سوف تتمكن إسرائيل من جذب المستثمرين الأجانب بصورة أكبر، كما ستتمكن من الاقتراض من الأسواق الدولية على نحو أسهل باعتبارها عضو في أكبر تجمع اقتصادي في العالم وهو ما يعطي ثقة أكبر في الاقتصاد الإسرائيلي، فضلا عن انضمام إسرائيل إلى المنظمة سوف يحسن الصورة الإسرائيلية أمام العالم، كما سيرفع من أداء الاقتصاد الإسرائيلي بصورة أكبر.



بعد أن اجتازت إسرائيل بنجاح فترة الاختبار التي تمت لمدة 3 سنوات للتأكد من التزام إسرائيل بالقواعد الخاصة بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفي يوم العاشر من مايو الماضي دعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إسرائيل لكي تكون عضوا في المنظمة، وذلك بإجماع الأعضاء الواحد والثلاثون على الأداء الإسرائيلي المتميز في المجال الاقتصادي وبقدرتها على الإضافة إلى المنظمة والى الاقتصاد العالمي.



بانضمام إسرائيل إلى نادي الدول الأغنياء في العالم وتوثيق علاقاتها بأعضائه سوف تضمن إسرائيل تخفيف المعارضة لسياساتها، وإضفاء المزيد من الشرعية على احتلالها للأراضي الفلسطينية، والحد من الهجوم الذي تواجهه سياساتها الاستيطانية، كما ستتمكن من حشد الدعم الدولي لمسألة حدودها التي رسمتها لنفسها بعد هزيمة 1967 الثقيلة لمصر والدول العربية الأخرى، والتي تحاول أن تفرضها كأمر واقع من خلال مستعمراتها غير الشرعية التي تبنيها على أراض محتلة منذ ذلك الوقت، وبدلا من أن تقوم دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إل 31 بنبذ هذه الدولة فإنهم يرحبون بها جميعا، بما فيهم تركيا للانضمام إلى المنظمة، أكثر من ذلك رفض أعضاء المنظمة الاتفاق على إضافة شرط إلى خطاب الدعوة بأن انضمام إسرائيل للمنظمة لا يعني أن أعضاء المنظمة موافقين على شرعية عمليات الاستيطان التي تقوم بها في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. أكثر من ذلك فان إحصاءات إسرائيل التي ستدرج ضمن إحصاءات المنظمة سوف تتضمن كافة الأنشطة المولدة للدخل داخل الأرضي التي احتلتها إسرائيل، وهو اعتراف ضمني بشرعية السيادة الإسرائيلية على هذه المناطق. لا توجد مقارنة بين امكانيات وموارد اسرائيل وامكانيات وموارد الدول العربية، فنحن نمتلك موارد تساوي 100 اسرائيل، ولكننا لا نستخدم مواردنا على نحو اكفأ، أو على نحو يدعم قدراتنا على النمو على المدى الطويل ولا نهتم بتطوير قدراتنا على المنافسة، وإسرائيل تتوسع عالميا، ونحن ننحسر داخليا ونضيع جهودنا في فرض قوانين للطوارئ وتكميم الافواه ودعم الفساد الذي يدمر جهودنا وقدراتنا على النمو على المدى الطويل.
صحيح أن اسرائيل مدعومة عالميا، بصفة خاصة من الولايات المتحدة الامريكية، والتي تتحول عندما يتعلق الامر بإسرائيل الى عين واحدة لا ترى إلا مصالح اسرائيل، إلا أننا كان من الممكن أن نفرض احترام العالم لنا ومراعاته لمصالحنا، هذا إذا كان لنا كيان مؤثر في هذا العالم، ولكننا بتفرقنا وتشتت جهودنا صرنا كيانا بلا وزن وبلا قيمة، فكيف يراعينا العالم ونحن لا نراعي أنفسنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق