الاثنين، مايو ٣١، ٢٠١٠

بدأت بالفعل رحلة الخروج من الكساد في سوق العمل الأمريكي

يوما بعد يوم تتزايد ثقتنا في خروج الاقتصاد الأمريكي من حالة الكساد التي عانى منها في أعقاب الأزمة المالية العالمية. ذلك أن تدفقات أحدث البيانات التي بين أيدينا الآن تشير بصورة واضحة، وبدرجة عالية من الثقة، إلى أن سوق العمل الأمريكي قد بدأ بالفعل رحلة التعافي من الآثار العنيفة للأزمة المالية العالمية. الشكل التالي يوضح أن قاع دورة الكساد الحالي (المنحنى الأحمر) والمتمثل في صورة فقدان الوظائف منذ بداية الكساد، (في صورة نسبة مئوية)، قد تم بلوغه بالفعل، ومن المعلوم أنه مع بلوغ قاع الدورة تبدأ اتجاهاتها في الانعكاس في الاتجاه الآخر، مما يعني أن معدلات فقدان الوظائف في سوق العمل الأمريكي قد أخذت في التراجع، وبالتالي بدء تعافي سوق العمل من حالة الكساد التي مر بها في كساد 2007. الجدير بالذكر أن أثر الكساد الحالي على سوق العمل يعتبر تاريخيا، حيث كانت هذه الأزمة هي أقسى الأزمات فيما يتعلق بتأثيرها على سوق العمل، حيث لم يحدث أن تأثر سوق العمل في الولايات المتحدة في أي أزمة سابقة (منذ الحرب العالمية الثانية) بهذه الصورة العنيفة (قارن الأزمة الحالية (المنحنى الأحمر) بالأزمات السابقة).

ولكن ما هي مستويات السرعة التي سوف يتعافى بها سوق العمل من الأزمة الحالية؟ حسب البيانات المتاحة لدينا حتى الآن لا يمكن الإجابة على هذا السؤال، إذ ما زلنا في انتظار تدفقات البيانات عن سوق العمل الأمريكي حتى نصل إلى المستوى الذي كانت عليه معدلات التوظف قبل الأزمة الحالية، وذلك حتى نحكم على المدة التي استغرقها سوق العمل الأمريكي للخروج من الأزمة الحالية. من ناحية أخرى، لا بد من التنبيه إلى أننا لسنا متأكدين من أن عملية التعافي سوف تأخذا اتجاها تصاعديا على طول الخط، فمن الممكن أن يحدث تراجعا في معدلات التوظف في المستقبل يعقبه تعاف آخر... وهكذا، مثلما تشير اتجاهات التوظف في سوق العمل الأمريكي في الأزمات السابقة مثلما يشير الرسم. ولكن الشيء المؤكد أننا بالفعل قد بلغنا قاع دورة الكساد الحالي في سوق العمل الأمريكي. (ملاحظة المنحنى المقطع يشير إلى نتائج مسح التوظف في سوق العمل، ومن المتوقع في غضون أشهر قليلة أن يتلاقى المنحنيان).

مدونة اقتصاديات الكويت ودول مجلس التعاون




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق