الجمعة، مايو ١٤، ٢٠١٠

سؤال عبد الرحمن

اليوم أرسل لي أخي عبد الرحمن المندني وهو أحد طلبتي السابقين في جامعة الكويت هذا السؤال،
السلام عليكم ورحمة الله
دكتورنا الفاضل أنا من المتابعين الجيدين سابقا والمقصرين حاليا لمدونتك الرائعة. هذه المدونة اعتبرها الورد الأسبوعي الاقتصادي للمهتمين والمتخصصين، والتي أحس ان بمتابعتها تغني المهتم عن القراءة في أمهات الكتب. عندي سؤالين دكتور

الأول بخصوص اليورو .. قبل شهر كان تقريبا صرفه أما الدينار بـ 390 فلس واليوم 370 فلس، وهذا ما يخفى عليك انه انحدار شديد في فترة بسيطة لعملة مثل اليورو. إلى أين سيذهب اليورو ؟؟ أو على الأقل إلى متى الانحدار ونحن نرى ان خطة الإنقاذ أوشكت ان تأخذ مجراها فلماذا لا يستوعب اليورو هذا الشيء ؟ ومتى تتوقع ان يستقر أو يصعد اليورو ؟ بزمان أو بحدث لابد ان يحدث ، وان كان بزمان فمتى ؟
والسؤال الثاني خارج عن اليورو .. وليس ببعيد عن الأزمة الأوروبية ؟؟ ماذا يحدث لو تعلن دولة ما إفلاسها ؟ هل تصفى أصولها ؟ أم تلغى عملتها ؟ ليس لدي أدنى فكرة واطلب منك ان تنورني ؟ هذا وآسف للإطالة وشغل وقتك الثمين. مع أطيب التحيات والمنى

عبدالرحمن مندني

طالب خريج بكلية العلوم الإدارية - قسم المحاسبة

مهتم بالاقتصاديات عموما وبمدونتك خصوصا


شكرا عبد الرحمن، وأهلا بك على مدونتي في أي وقت وأي حين. نعم اليورو حدث فيه انحدار كبير مقارنة بمستويات قيمته السابقة، وهي بالطبع نتيجة متوقعة للأزمة العنيفة التي تواجه الدول الأوروبية المضطربة ماليا. نعم هناك خطة إنقاذ تمت لليونان عبد الرحمن، ولكن الأسواق تتشكك في مدى كفاية هذه الخطة لمعالجة مشاكل اليونان، كما أن الأسواق تتشكك في أن اليونان ربما ليست هي الدولة الأخيرة التي تواجه مثل هذه المشكلة. ولذلك لا يستوعب اليورو تأثير خطة الإنقاذ على قيمته. حتى هذه اللحظة ما زال الوضع مقلقا، وإن كانت الخطوة الأخيرة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بتخصيص تريليون دولار كصندوق استقرار لمساعدة الدول المضطربة ماليا أحدثت تأثيرا ايجابيا عميقا على الأوضاع. اليوم أيضا يقوم البنك المركزي الأوروبي بشراء السندات الأوروبية لتوفير قدر اكبر من السيولة في الأسواق ولطمأنتها بأنه يقف وراء الدول المضطربة. لا يتوقع في ظل هذه الظروف أن يتعافى اليورو بشكل كامل وعلى مدى زمني قصير. المسألة سوف تحتاج إلى وقت أطول نسبيا حتى تستقر الأوضاع وتزول المخاطر المصاحبة للديون السيادية. ولكن لا يستطيع أحد أن يجزم، بما في ذلك البنك المركزي الأوروبي، متى تستقر الأوضاع بشكل كامل، وبالمناسبة كنت أتوقع أن يتراجع اليورو أمام الدولار حتى ولو لم تحدث أزمة اليونان، لأن مكاسب اليورو أمام الدولار كان سببها الاساسي هو الأوضاع السيئة للاقتصاد الأمريكي، وما ان تتحسن هذه الأوضاع حتى يتراجع اليورو نسبيا أمام الدولار، أتوقع حدوث ذلك أيضا في المستقبل.

بالنسبة لسؤالك الثاني، عندما تفلس دولة ما فإنها تعلن للعالم أنها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها وتطلب مساعدة العالم لها، بصفة خاصة المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي، والذي وفقا لطبيعة وظائفه في العالم ينهض لمساعدتها ماديا وفنيا. الجانب المادي هو أنه يسمح للدولة بالسحب من موارد الصندوق بقدر يساوي عدة أضعاف حصتها في رأس مال الصندوق (وهو ما يسمى بنظام الشرائح)، وفنيا من خلال وضع برنامج للاستقرار الاقتصادي والمالي لهذه الدولة تحت اشراف الصندوق. طبعا تحدث آثار عنيفة على اقتصاد هذه الدولة، وكذلك على الأسواق العالمية خصوصا إذا كان الدين السيادي لهذه الدولة كبيرا ومتشعبا بين البنوك الدولية. لكن العادة أن برنامج التثبيت أو الاستقرار الاقتصادي لمثل هذه الدولة يتضمن قيام هذه الدولة بتنفيذ إجراءات قاسية شعبيا، مثل تخفيض المرتبات ورفع الأسعار ورفع الضرائب وخفض الإعانات وتخفيض قيمة العملة... الخ حتى يساعد الدولة على الخروج من أزمتها. الدول التي تعلن إفلاسها تخرج من أزمتها يوما ما، ولكن بتكلفة هائلة على اقتصادها وسكانها، وأحيانا على الأسواق الدولية.

تحياتي

هناك تعليقان (٢):

  1. عبدالرحمن مندنيالجمعة, مايو ١٤, ٢٠١٠

    دكتور هل سبق ان اعلنت دولة افلاسها ؟

    ان كان الجواب نعم فما هي ومتى ليكون ذلك سهلا للبحث لمن يريد الزيادة في دراسة اوضاعها

    ردحذف
  2. نعم عبد الرحمن، آخر دولة أعلنت افلاسها هي الارجنتين في عام 2001، وقد كانت ازمة كبيرة عصفت باقتصاديات الدولة الى الحد الذي جمدت الدولة فيه ارصدة المواطنين في البنوك بحيث لم يعد لديهم القدرة على السحب منها، وترتب عليها انخفاض كبير في حجم الناتج وقيمة العملة وارتفاع في معدل التضخم، وكذلك بيرو في منتصف التسيعنيات، لا أذكر التاريخ بالضبط.

    ردحذف