اتسم العام الماضي بسمة مشتركة بين بعض البنوك المركزية في العالم، بصفة خاصة البنك المركزي الصيني والروسي والهندي، وهي الشك حول مستقبل الدولار، إلى الحد الذي وصف فيه الدولار بأنه عملة رديئة يجب الابتعاد عنها، بل بلغ الأمر بالصين إلى أنها حثت العالم إلى السعي نحو إيجاد بديل لعملة عدوها اللدود: الولايات المتحدة. ونتيجة لهذا الاعتقاد أخذت تلك البنوك المركزية في البدء في عملية تنويع واسع النطاق لاحتياطياتها التي تتركز أساسا في الدولار، وذلك من خلال الاحتفاظ بالمزيد من اليورو الذي كان سيد الموقف في ظل تراجع الثقة في الدولار نتيجة الأزمة المالية الحادة التي تعرض لها الاقتصاد الأمريكي.
اليوم اليورو على حافة الانهيار حيث يتراجع بمعدلات حادة نتيجة للمشاكل العدة التي تحيط بالأعضاء فيه، والنتيجة الحتمية لذلك هي تعرض الاحتياطيات النقدية الضخمة لهذا البنوك للخسارة. محافظي هذه البنوك يعضون أصبع الندم اليوم بسبب شكوكهم حول مستقبل الدولار كعملة احتياط العالم الأساسية. للأسف الخيارات المتاحة أمام هذه البنوك المركزية أصبحت محدودة جدا لأن أي محاولة لعكس عملية التنويع التي اتبعوها سوف يترتب عليها ضغوط متزايدة على اليورو ومن ثم المزيد من الخسائر. لسوء الحظ كل ما تستطيع أن تفعله هذه البنوك المركزية الآن هو الانتظار ومشاهدة الموقف عن بعد بخيارات محدودة جدا للتعامل مع الواقع الذي تعيشه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق