هناك اتجاه عام في كافة أنحاء العالم، وخصوصا العالم الغني، لمتوسط العمر المتوقع (العمر المتوقع عند الولادة) نحو التزايد، وهو ما أصبح يوصف بشيخوخة السكان. شيخوخة السكان مشكلة ذات أبعاد متعددة، سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية، وأصبح هناك بالتالي فروع جديدة من العلوم خاصة بالشيوخ. ظاهرة ارتفاع متوسط العمر المتوقع للسكان دفعت بالحكومات في الكثير من الدول نحو تأجيل سن التقاعد وذلك لتخفيض تكلفة تقاعد العمال على صناديق التأمين الاجتماعي والمعاشات، بحيث أصبح سن التقاعد المتوسط حاليا هو 65 عاما في معظم الدول النامية. المشاكل المالية التي تعرضت لها أسبانيا أخيرا بسبب ارتفاع عجز الميزانية ومن ثم ميل الدين العام نحو الارتفاع دفعت الحكومة إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات التقشفية للحد من نمو الإنفاق العام، ومن هذه الإجراءات كان رفع سن التقاعد إلى 67 عاما، الأمر الذي أثار سخط العمال ودفعهم إلى السير في مسيرات احتجاج على تلك الإجراءات. الشكل التالي يوضح المدة التي يقضيها العمال في المتوسط في فترة التقاعد قبل الوفاة في عدد من دول العام المتقدم في فترتين الأولى هي من تقاعدوا في الفترة من 1965-1970 ومن تقاعدوا في الفترة من 2002-2007. ومن الشكل يتضح الزيادة الكبيرة في الفترة التي يقضيها المتقاعدون بعد التقاعد قبل الوفاة. على سبيل المثال في فرنسا كان العام المتقاعد في الفترة من 1965-1970 يقضي حوالي عشر سنوات بعد التقاعد قبل الوفاة، اليوم العامل الذي يتقاعد في فرنسا يقضي حوالي 25 عاما بعد التقاعد قبل الوفاة. أقل الدول التي حدث فيها تحسن في الفترة التي يقضيها العامل بعد التقاعد قبل الوفاة هي كوريا الجنوبية، حيث مازال العامل يقضي حوالي عشر سنوات في المتوسط بعد التقاعد قبل الوفاة. أكبر الدول التي حدث فيها تحسن في الفترة التي يقضيها العامل بعد التقاعد حتى الوفاة هي تركيا، حيث كان العامل الذي يحال إلى التقاعد في 1965-1970 يقضي حوالي سنتين بعد التقاعد قبل الوفاة، العامل الذي يحال إلى التقاعد الآن يقضي حوالي 13 عاما بعد التقاعد قبل الوفاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق