الثلاثاء، فبراير ١٦، ٢٠١٠

صورة : عمالة الاطفال

صورة هذا الطفل الذي يكافح ليحمل هذه الحمولة الثقيلة على رأسه الصغير في مصنع لطوب البناء أصابتني بالصدمة، أشعر بالأسى الكبير حيال هذا الطفل الصغير وأتخيل حجم ما يعانيه من مشقة طوال اليوم لكي يكسب قوت يومه أو لكي ينفق على أسرته. ترى كم عدد الاطفال في دول العالم الفقير الذين لا يذهبون الى المدرسة ليتلقون العلم والثقافة ومهارات الحياة المختلفة، ويضطرون الى الذهاب الى العمل لقاء دولارات قليلة في اليوم لتوفير احتياجات الطعام لأسرهم الفقيرة، إن الاحصاءات المتاحة تشير للأسف إلى أن أعدادهم تصل إلى مئات الملايين في العالم، حيث تنظر الاسر في الدول الفقيرة الى الاطفال على انهم مصدر للدخل وجزء من ثروة الاسرة وعنصر تأمين ضد مخاطر المستقبل عندما يكبر الآباء أو يقعدون عن العمل. لذلك تحرص الاسر في الدول الفقيرة على انجاب عدد كبير من الاطفال بهدف تأمين دخل كاف للاسرة مع دخول الاطفال الى سوق العمل، ربما من سن السادسة في الكثير من الاحيان. عمالة الاطفال ظاهر عالمية تنتشر بصفة اساسية في دول العالم الفقير، وتحاربها كافة المنظمات الدولية، وهي في معظم دول العالم تعد ظاهرة غير قانونية.

أتخيل حال هذا الطفل عندما يخلد الى النوم في نهاية اليوم منهكا بعد أن قضى ساعات طويلة من العمل الشاق المتواصل لحمل طوب البناء على رأسه، انها مهمة صعبة وشاقة على جسده الصغير، وبدون أي حماية ضد المرض او الاصابة إو غيره، إنه الفقر المدقع الذي دفعه الى هكذا عمل، صدق الامام علي عندما قال "لو كان الفقر رجلا لقتلته". حمدا لله على نعمته التي رزقنا إياها ورزقه الذي فضلنا به على كثير من العباد في الأرض، حيث لا يحتاج اطفالنا الى ممارسة مثل هذه الاعمال الشاقة، الحمد لله من قبل ومن بعد.

هناك تعليقان (٢):

  1. اصعب شيء رؤية الطفل يعامل مثل الكبار ولا يعيش طفولته اتمنى ان يرى الاطفال العرب وخاصة الكوتيين ما يحدث لغيرهم في الدول الفقيره ويقدرون النعمة التي يعيشون فيها

    ردحذف
  2. شكرا تيماء
    معك حق
    الحمد لله على النعمة العظيمة التي انعمها علينا، وأتمنى أن نؤدي حق هذه النعمة بالشكر الدائم لله سبحانه وتعالى

    ردحذف