هو مؤشر تدعي بمقتضاه مجلة الايكونمست أنه يقيس مدى اتساق القيمة المحددة لمعدل صرف عملة ما بالنسبة للدولار الأمريكي مع ما يجب أن تكون عليه تلك القيمة، وذلك باستخدام قانون السعر الواحد Law of One Price الذي يمثل أساس نظرية تعادل القوة الشرائية Purchasing Power Parity (PPP) والذي ينصرف إلى سعر وجبة البيج ما التي تقدمها مطاعم ماكدونالدز. ولكن ما هو قانون السعر الواحد.
بفرض عدم وجود تكاليف لنقل السلع بين الدول، وعدم وجود قيود جمركية أو غير جمركية تحد من تدفقات السلع بين الدول، فان سعر سلعة ما في دولة ما لا بد وان يساوي سعره في دولة أخرى. على سبيل المثال فان سعر الصلب في الولايات المتحدة لا بد وأن يساوي سعر الصلب في اليابان. غير أن سعر الصلب في الولايات المتحدة يتم تقييمه بالدولار الأمريكي، بينما يتم تقييم سعر الصلب في اليابان باستخدام الين الياباني، ومن ثم فانه لسلام المقارنة لا بد وان نوحد عملة التقييم. على سبيل المثال باستخدام الدولار الأمريكي، وهو ما يقتضى تحويل سعر الصلب في اليابان إلى دولارات باستخدام معدل صرف الين بالدولار الأمريكي. فإذا ما رمزنا لمعدل الصرف بالرمز R، ولسعر الصلب في الولايات المتحدة بالرمز Px، وسعر الصلب في اليابان بالرمز Px star، فان قانون السعر الواحد يأخذ الشكل التالي:
Px = Px star . R
فإذا ما اختلف سعر الصلب بالدولار الأمريكي بين الدولتين يحدث تحكيم في سلعة الصلب، من خلال نقله من الدولة التي ينخفض فيها سعر الصلب إلى الدولة التي يرتفع فيها سعر الصلب وهو ما سيضمن سيادة سعر واحد للصلب. ومن خلال التعميم (أي باستخدام المستوى العام للأسعار في الدولتين) يمكن اشتقاق معدل الصرف من هذه المعادلة من خلال المعادلة:
R=P/Pstar
ويطلق على هذه المعادلة شرط تعادل القوة الشرائية. والذي يعني أن معدل الصرف بين عملتين يتحدد بحاصل قسمة المستويات العامة للأسعار في الدولتين. على سبيل المثال إذا كان سعر البيج ما في الولايات المتحدة هو 2.5 دولارا، بينما سعره في المملكة المتحدة 2 جنيه إسترليني، فانه وفقا لشرط تعادل القوة الشرائية يجب أن يكون معدل صرف الإسترليني بالدولار هو 2.5/2=1.25، أي 1.25 دولارا لكل جنيه إسترليني، فإذا كان سعر صرف الإسترليني بالدولار الأمريكي هو 1.81 دولارا لكل إسترليني فان ذلك يعني أن الإسترليني مغالى في قيمته حيث أن 1.81 > 1.25، للدولار بنسبة 44.8%، وذلك مقارنة بسعر البيج ما في الدولتين. هذه ببساطة فكرة مدخل تعادل القوة الشرائية. الدراسات التطبيقية على مدخل تعادل القوة الشرائية وجدت الكثير من نقاط الضعف في المدخل بصفة خاصة في استخدام لتحديد معدل صرف العملات.
وقد حاولت مجلة الايكونومست تطبيق المفهوم لتحديد مدى تقارب قيم العملات بالنسبة للدولار الأمريكي، ومن ثم تحديد ما إذا كانت العملة مقومة بأكبر من قيمتها الحقيقية، أو بأقل من قيمتها الحقيقية، وذلك باستخدام أسعار وجبة البيج ما فيما عرف لاحقا بمؤشر بيج ما. ولتحديد درجة المغالاة في قيمة العملة بالنسبة للدولار أو البخس في قيمة العملة بالنسبة للدولار تقوم مجلة الايكونوميست بتجميع أسعار البيج ما في دول العالم، كما هو موضح في الجدول التالي عن أسعار البيج ما في فبراير 2009.
والآن دعنا ننظر إلى الطريقة التي يتم بها حساب مؤشر البيج ما وفقا لمجلة الايكونويست، بالنسبة للأرجنتين. من الجدول السابق نجد أن سعر وجبة البيج ما في الولايات المتحدة هو 3.54 دولارا. بينما سعر البيج ما في الارجنتين بالعملة المحلية البيزو 11.50 بيزو ارجنتيني، وبما أن معدل صرف الدولار بالبيزو المعلن هو 3.49 بيزو لكل دولار فان سعر وجبة البيج ما بالدولار الأمريكي في الارجنتين هو 3.30 دولارا (تذكر أن سعر البيج ما في الولايات المتحدة هو 3.54)، من هذين السعرين يمكن حساب معدل صرف الدولار بالبيزو باستخدام مدخل تعادل القوة الشرائية كالآتي:
(سعر البيج ما بالدولار في الارجنتين ÷ سعر البيج ما بالدولار في أمريكا)×معدل صرف الدولار بالبيزو:
(سعر البيج ما بالدولار في الارجنتين ÷ سعر البيج ما بالدولار في أمريكا)×معدل صرف الدولار بالبيزو:
(3.3 ÷ 3.54)×3.49 = 3.25
أي أن سعر الدولار بالبيزو وفقا لشرط تعادل القوة الشرائية هو 3.25 بيزو لكل دولار، بينما السعر المعلن للدولار بالبيزو هو 3.49 بيزو لكل دولار.
يعني ذلك أن هناك بخس في قيمة البيزو بالنسبة للدولار الأمريكي بما يعادل:
((3.25-3.49)÷3.49)×100 = - 7% تقريبا
وهكذا الحال بالنسبة لباقي العملات. ويلاحظ من الجدول أن قيمة عملات دول العالم على أساس شرط تعادل القوة الشرائية باستخدام أسعار البيج ما أما مغالى فيها أو بها بخس في القيمة. والشكل التالي يوضح نتائج آخر حسابات قامت بها الايكونوميست في فبراير الماضي. مرة أخرى على القارئ أن يدرك انه لا يمكن الوثوق في صحة تلك الحسابات حول القيمة الحقيقية للعملات المدرجة في الجدول أو الشكل. ومن الشكل يتضح ان اكبر عملة فيها مغالاة في قيمتها بالنسبة للدولار هي الكرونر النرويجي، وأن أكبر عملة بها بخس في قيمتها بالنسبة للدولار الامريكي هي دولار هونج كونج.
لم أقرأ المقال كاملا.. سأقرأه الان ان شاء الله.. لكني سعيد لأنك تطرقت لهذا الموضوع.. الذي درستني اياه انت شخصيا.. شكرا على الموضوع
ردحذفشكرا استاذ حمام على تعليقك.
ردحذف