منذ ديسمبر 2008 الماضي أخذ سعر النفط الخام في الارتفاع بشكل مستمر من حوالي 35 دولارا للبرميل في هذا الشهر حتى لامس برميل النفط الخام سعر 74 دولارا في يونيو الماضي، وقتها كان من الواضح أن أسعار النفط آخذه في التزايد بصورة مستمرة، وأخذ الحديث عن موجة ارتفاع مستمرة متوقعة في الأسعار في التصاعد، الأمر الذي تحسنت فيه التوقعات بصورة كبيرة حول مستويات الإيرادات النفطية لدول مجلس التعاون، الأمر الذي يجعل الوضع المالي في دول مجلس التعاون مريحا. وقد عاد الحديث مرة أخرى عن استعادة بورصات دول المجلس لنشاطها، وأخذت مؤشرات الأسواق في التزايد، وارتفعت الثقة بشكل واضح في الاقتصاديات المحلية لدول المجلس.
غير انه بدءا من الأسبوع الماضي عاودت أسعار النفط الانتكاس مرة أخرى وبصورة مستمرة، حتى بلغ سعر البرميل من النفط الخام لحظة كتابة هذه الرسالة حوالي 60 دولارا للبرميل. ومن الواضح للعيان أن اتجاه أسعار النفط الحالي ربما يكون موجة تصحيح للارتفاعات التي حدثت خلال الستة أشهر الماضية، حيث يتوقع أن تستمر الأسعار في التراجع ربما حتى سبتمبر القادم قبل أن تبدأ في الارتفاع مرة أخرى. وتشير التوقعات للأسعار إلى أنه ربما تكون الأسعار بحلول سبتمبر 2009 عند مستوى 45-50 دولارا للبرميل.
هذه التوقعات التشاؤمية حول مستقبل أسعار النفط في المستقبل القريب تحمل أخبارا سيئة لنا في دول الخليج حيث أن هذه المستويات المتوقعة من الأسعار تعد اقل من السعر اللازمة لتوازن الميزانية العامة في العديد من دول مجلس التعاون، وهي أيضا بالتأكيد اقل من مستويات السعر العادل للنفط الخام والذي حددته المملكة العربية السعودية بحوالي 70 دولارا للبرميل. معنى ذلك أن دول المجلس سوف تواجه وضعا صعبا من الناحية الاقتصادية خلال النصف الثاني من هذا العام.
غير أنه تنبغي الإشارة إلى أن هذه التوقعات التشاؤمية حول أسعار النفط الخام تحمل في الوجه المقابل أخبارا جيدة للاقتصاد العالمي، حيث من المتوقع آن يساعد تراجع أسعار النفط في تحفيز الاقتصاديات الصناعية خلال فترة الأزمة، ومن ثم يساعد على دعم عملية استعادة مستويات النشاط الاقتصادي على المستوى العالمي، الأمر الذي يشجع الطلب العالمي على النفط، ومن ثم زيادة مستويات الأسعار لاحقا.
وعلى ذلك فإنه من المتوقع بمجرد استعادة مستويات النشاط الاقتصادي في الدول المتقدمة والناشئة عافيتها، يتوقع آن تأخذ مستويات الطلب العالمي على النفط الخام في التزايد، ومن ثم عودة المستويات المرتفعة للأسعار مرة أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق