السبت، يوليو ٠٤، ٢٠٠٩

أوجه الشبه بين الكساد الحالي والكساد العالمي الكبير

تشير البيانات المتاحة إلى أن التراجع الذي شهده العالم خلال عام 2008 أكبر من التراجع الذي شهده في الكساد العالمي الكبير في 1929. في الشهر الماضي نشرت منظمة VOXEU مقالا للكاتبينBarry Eichengreen و Kevin H. O'Rourke واللذان يقارنان فيه بين الكساد الحالي والكساد الذي عاشه العالم في الثلاثينيات. انظر الرابط التالي:
http://www.voxeu.org/index.php?q=node/3421

غير أن ما يميز الكساد الحالي هو أن استجابة العالم للكساد كان جادة وعلى نطاق واسع، بعكس الحال في الكساد العالمي عام 1929، ولذلك فان تطورات الأحداث في السنوات المقبلة سوف تنبئنا عن مدى صحة وجهة نظر المتخصصين في التاريخ الاقتصادي حول مسببات الأزمات الاقتصادية وهي من وجهة نظرهم تنحصر في أخطاء عملية صناعة السياسة، أو أن الأمور تسير وفقا لوجهة النظر الأخرى والتي ترى أن الأزمات الاقتصادية العالمية لا يمكن تجنبها. فيما يلي نعيد عرض الرسوم البيانية المثيرة التي عرضها الكاتبان في مقالهما المهم. ويلاحظ من الشكل الاول الذي يوضح الناتج الصناعي في العالم، أن انخفاض الناتج الصناعي في العالم متشابه في الازمتين بشكل عام، غير أنه يبدو أن الناتج الصناعي العالمي يميل الى الاستقرار حاليا، وبصورة أسرع من الكساد العالمي الكبير كما هو موضح في الشكل.
الشكل رقم (1): الانتاج الصناعي العالمي

أما بالنسبة لأسواق المال في العالم، فإن الشكل رقم (2) يوضح ان انخفض مؤشرات اسواق المال في الازمة الحالية كان أسوأ من الكساد العالمي الكبير في العشرينيات وذلك في بداية الازمة. الا أنه يلاحظ ان انعكاس اتجاه المؤشر قد كان اسرع في الازمة الحالية مقارنة بالأزمة الاولى في 1929.

الشكل رقم (2): أسواق المال في العالم


بالنسبة لحجم التجارة العالمية يلاحظ من الشكل رقم (3) أن الانخفاض المبدئي في حجم التجارة العالمية كان أكبر بشكل عام في الأزمة الحالية مقارنة بالأزمة السابقة، غير ان آخر البيانات المتحاة تشير إلى أن هناك استقرارا أسرع في حجم التجارة العالمية مقارنة بالكساد العالمي الكبير.

الشكل رقم (3): حجم التجارة العالمية


وأخيرا فإن الشكل رقم (4) يوضح مستويات سعر الخصم لدى البنوك المركزي في العالم في الأزمتين، ومن المثير ملاحظة ان البنوك المركزية في العالم حاليا كانت اكثر استجابة للأزمة وأسرع في رد الفعل، حيث تم خفض معدلات الخصم الى مستويات دنيا بتبني كثير من البنوك المركزي في العالم لسياسة معدل الفائدة الصفري بهدف خفض تكلفة الإقتراض لتحفيز مستويات الانفاق على المستوى الكلي.
الشكل رقم (4): معدلات الخصم لدى البنوك المركزية



هناك تعليق واحد:

  1. ماشاء الله . شكراً على الموضوع الرائع .

    أحتاج لكوب من الشاي و أطبع الموضوع لقراءته على رواق .
    شكراً لك

    ردحذف