الاثنين، يوليو ٢٧، ٢٠٠٩

الفوائد المؤسسية للعملة الموحدة

مؤخرا نشر البنك المركزي الأوروبي ورقة عمل للباحثين Marcel Fratzscher and Livio Stracca والتي تتناول الأسواق السياسية والمالية لايطاليا في ظل اليورو والليرة، عملة ايطاليا السابقة قبل انضمامها إلى اليورو. وقد كان محور الورقة هو التساؤل المتعلق بما إذا كانت أوضاع ايطاليا أفضل في ظل الليرة أو اليورو. وذلك انطلاقا من فرضية أن نوعية النظام السياسي ومؤسساته تعد مسألة جوهرية بالنسبة لرخاء الدول بشكل عام. وقد تناولت الورقة الأحداث السياسية التي مرت بها ايطاليا خلال فترة الـ 35 عاما السابقة، وتساءلت عما إذا كان تبني ايطاليا لليورو كعملة موحدة في 1999 قد ساعد على حماية أسواق ايطاليا المالية من الآثار المعاكسة لنظامها السياسي الذي يتسم بعدم الاستقرار. وقد توصلت الورقة إلى أن دخول ايطاليا في اليورو قد لعب دورا أساسيا في حماية أسواقها المالية من أثار الصدمات السياسية. حيث انخفضت بشكل عام درجة استجابة الأصول المالية في ايطاليا للأحداث الداخلية في ايطاليا، أي أنه بتبني ايطاليا لليورو تحول اهتمام المستثمرين بصورة أوسع، وأصبح اهتمامهم بشكل أكبر بالأوضاع الأوروبية وليس فقط بالأوضاع الداخلية كما كان عليه الحال قبل تبني اليورو. مما لا شك فيه أن هذا التحول يعزز من قوة الأسواق المالية ويزيد من درجة استقرارها ويحد من التقلبات التي يمكن أن تتعرض لها مع تقلب الأوضاع المحلية.

خلاصة الورقة هي أن العملة الموحدة في حالة ايطاليا أسهمت في تعزيز مؤسساتها وتقويتها، ومن ثم فان تبني العملة الموحدة بالنسبة للدول ذات البناء المؤسسي الضعيف، يساعد هذه الدول بشكل كبيرة، فقد ساعد اليورو على حماية النظام السياسي الهش في ايطاليا من السقوط، والذي ينبغي النظر إليه على انه أحد الآثار الايجابية الهامة لتبني اليورو كعملة موحدة في ايطاليا. لتنزيل الورقة اضغط على الرابط التالي http://www.ecb.int/pub/pdf/scpwps/ecbwp1064.pdf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق