أدى التطور الطبي إلى تمكين الآباء من التعرف على جنس الجنين قبل ولادته، وإطفاء لهفة الوالدين في التعرف على جنس المولود، وهو هدف في ظاهره نبيل، غير أن هذا التطور كانت له آثار إنسانية بشعة، ذلك أن معظم المجتمعات السكانية في العالم تفضل الذكور على الإناث، وما يحدث حاليا في بعض المناطق في العالم هو أنه إذا كان الجنين أنثى، تقدم بعض الأسر على ما يسمى بالإجهاض الانتقائي والتخلص من الجنين.
ترتب على عمليات الإجهاض الانتقائي حدوث ظاهرة غريبة في توزيع السكان في العالم، وهي أن عدد الإناث بدأ يقل عما هو متوقع وفقا للقوانين الديموغرافية، فمن المعلوم أن عدد الإناث يكون أكبر من عدد الذكور عند الولادة، غير أن عدد الإناث في العالم اليوم يميل إلى التناقص بالنسبة للذكور، على سبيل المثال هناك نحو 100 مليون أنثى أقل من المتوقع إذا سارت الأمور على نحو طبيعي، هذا العدد الغائب من الإناث سببه هو التدخل الإنساني في تحديد جنس المولود.
في بعض الدول مثل الصين، حيث تطبق سياسة الطفل الواحد، تفضل الأسر أن يكون هذا الطفل ذكرا، وحاليا يوجد في الصين 127 ذكرا في مقابل كل 100 أنثى، فإذا كانت زيادة عدد الإناث على الذكور يمكن مواجهتها من خلال تعدد الزوجات، فكيف ستتم مواجهة مشكلة زيادة الذكور على الإناث، لا شك أن هذه إحدى إشكاليات المستقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق