نشرت ''الاقتصادية'' تحقيقا حول تنافس بعض تجار المملكة في الحصول على توكيلات للماركات العالمية، فالماركة أصبحت حاليا أفضل استراتيجية لتحميل المستهلك بسعر غير معقول لسلعة لا تتكلف سوى نسبة زهيدة من سعرها المعلن.
أذكر أثناء تجوالي في أحد المجمعات الشهيرة هنا في الكويت، أن وقعت عيني على حقيبة يد نسائية سعرها يزيد على 100 ألف ريال سعودي، وقفت أتأمل الحقيبة لعلي أتوصل إلى ما يبرر هذا السعر الخيالي، فلم أجد شيئا غير اعتيادي سوى الخمسة حروف التي حفرت على الحقيبة، والتي تمثل ماركتها، هذه الحروف هي وحدها المسؤولة عن هذا السعر.
التنافس على الانضمام إلى نادي الماركات الشهيرة هو صراع محموم بين منتجي السلع الكمالية، فمن وقت لآخر تصعد ماركة وتنزل أخرى، لكن بناء الماركة مسألة شاقة تستغرق وقتا وإنفاقا ضخما على الإعلانات ووسائل الترويج، بحيث يحفر صاحب الماركة اسمها في أذهان المستهلكين، مع الرسالة التي يريد توصيلها للمستهلك، مثل أن ماركته هي ماركة الصفوة أو تمثل الجودة، أو أنها معمرة .. إلخ، للأسف فإن تكلفة بناء الماركة لا تكون على حساب المنتج، فالعينات المجانية وعينات التجربة، وتكلفة حفر الأيقونة في ذهن المستهلك.. إلخ، يدفع ثمنها جميعا المستهلك ضمن السعر، ليحقق بعد ذلك صاحب الماركة مئات الملايين سنويا عائدا على ما استثمره على حساب المستهلك، أما ما يدفع المنتج نحو ذلك فهو استعداد طائفة من المستهلكين لأن يكونوا مغفلين بالدرجة التي تمكن المنتج من استغلالهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق