نشرت ''الاقتصادية'' تقريرا عن اعتزام مكاتب استقدام سعودية البدء في تطبيق نظام للتأمين على العمالة المنزلية لتغطية المستقدمين ضد المخاطر المالية المترتبة على هروب العمالة المنزلية أو رفضها العمل أو رغبتها في المغادرة قبل انتهاء مدة العقد.
التأمين على العمالة المنزلية لا شك فكرة جديدة، نشأت نتيجة تزايد معاناة بعض المستقدمين من السلوك غير المناسب لبعض العمالة المنزلية، ولكن لا بد أن نأخذ في الحسبان أيضا أن بعض جوانب هذا السلوك قد تكون انعكاسا للسلوك غير المناسب من بعض المستقدمين.
لا شك أن هذا التأمين له مزاياه المتمثلة في تغطية المخاطر المالية التي يتعرض لها المستقدم، لكن المشكلة هي أن الخطر المؤمن ضده هنا غير محدد المعالم، ويصعب إثبات المسؤول عنه بسهولة، وخصوصا أنه ليس هناك تعريف محدد لعبء العمل الذي ينبغي أن تقوم به هذه العمالة، أو عدد ساعات عملهم، أو طبيعة الظروف التي ينبغي أن يعيشوا فيها... إلخ.
أكثر من ذلك، فإن وجود مثل هذا التأمين قد يشجع على المخاطر الأخلاقية Moral hazard والمقصود بذلك هو تعمد المستقدم إساءة معاملة تلك العمالة إذا أراد التخلص منها، أو تعمد العمالة المنزلية إساءة التصرف للتخلص من الكفيل إذا علمت بشروط التأمين، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة مشكلات العمالة المنزلية الأمر، الذي سينعكس سلبا على السمعة الدولية للمملكة، لذلك أعتقد أن الموضوع في حاجة إلى دراسة متأنية قبل التطبيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق