السبت، ديسمبر ٢٦، ٢٠٠٩

الطلب العالمي على النفط

يختلف الطلب العالمي على النفط حسب المجموعات الاقتصادية المختلفة في العالم. ففي الوقت الذي يميل فيه الطلب على النفط الخام في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (أي الدول الصناعية) نحو التراجع، بصفة خاصة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، كما يتضح من الشكل الآتي، والذي انخفض من حوالي 50 مليون برميل يوميا في العام الماضي إلى حوالي 45.5 مليون برميل في هذا العام، على الرغم من أن الأزمة المالية العالمية قد تبدو أنها قاربت على الانتهاء. وقد أدى هذا الانخفاض في طلب الدول الصناعية على النفط الى تراجع أسعار النفط الخام بصورة حادة بعد أن بلغ 147 دولارا في أغسطس 2008.

هذا الانخفاض في طلب الدول الصناعية على النفظ لم يعوضه للأسف التزايد المستمر في الطلب على النفط الخام من قبل دول العالم الأخرى خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والذي ازداد بحوالي مليون برميل يوميا فقط خلال نفس المدة، كما يتضح من الشكل التالي. معنى ذلك ان صافي الطلب العالمي على النفط في تراجع، نتيجة لظروف الأزمة، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل أسعار النفط حاليا عند مستوى 70 – 80 دولارا للبرميل. صحيح أن 80 دولارا للبرميل ربما يمثل السعر العادل من وجهة نظر الأوبك، بصفة خاصة من قبل المنتج الرئيسي (المملكة العربية السعودية)، إلا أنه يعد سعرا منخفضا بالقياس إلى مستوياته قبل انطلاق الأزمة العالمية.


للأسف الاخبار التي تأتي من العراق غير مطمئنة بالنسبة لمستقبل الاسعار العالمية للنفط، على الاقل في الأجل القصير. إذ أن حاجة العراق الحادة للأموال ستجعل العراق يحاول أن يرفع انتاجه اليومي من النفط الخام، بدون قيود، لأنه ليس ملزما بنظام الحصص الذي تتبعه الأوبك مثل باقي الدول الأعضاء. وهناك بعض التقارير التي تشير الى احتمال لجوء العراق الى ضخ ما يعادل 12 مليون برميل يوميا، أي ما يعادل الطاقة الانتاجية القصوى للمملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط الخام في العالم، ولكني غير متأكد من مدى صحة هذه التقارير من الناحية الفنية، أي من حيث مدى قدرة العراق الفنية على ضخ هذه الكمية الهائلة من النفط، سواء من حيث توافر تسهيلات الانتاج اللازمة لذلك، أو مدى توفر التسهيلات اللوجستية اللازمة لنقل هذه الكمية الضخمة. يذكر أن آبار النفط العراقية ظلت شبه مغلقة تقريبا لفترة طويلة من الزمن خلال الحصار الدولي على العراق، وهو ما يرفع من جودة احتياطيات تلك الآبار قياسا بآبار الانتاج في الدول المجاورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق