كيم بيك معجزة الهية
توفي أمس في منزله في مدينة سولت لايك سيتي عن عمر 58 عاما "كيم بيك"، مريض التوحد الذي أوحى لمنتج فيلم رجل المطر “Rain man"، بإنتاج هذا الفيلم الرائع الذي لعب بطولته داستن هوفمان والحائز على 4 جوائز أوسكار. "كيم بيك" كان معجزة حقيقية تمشي على أقدام رجل، وأحد الصور الناطقة عن القدرة الإلهية الرائعة في زرع هذا المخ الرهيب في جسم إنسان يعاني من مرض التوحد Autism. رجل المطر (داستن هوفمان على اليسار مع شقيقه في الفيلم توم كروز على اليمين)
هذا العملاق كان مشهورا بقدرته على ان يقرأ الكتاب ليحفظ كل كلماته عن ظهر قلب، انه يحفظ كل كلمات 12000 كتاب بالكامل، وهو عندما يقرأ فإنه يقرأ الكتاب بسرعة خيالية، حيث أنه يقرأ الصفحتين المتقابلتين من الكتاب معا في 10 ثوان فقط، أي في وقت اقصر من الوقت الذي ستقرأ فيه آخر جملة من هذه الفقرة، ولكن كيف كان يقرأ ”كيم بيك"، أنه يقرأ الصفحة اليمنى بعينه اليمنى، وفي ذات الوقت الصفحة اليسرى بالعين اليسرى، لتنطبع هاتين الصفحتين في المخ كالنقوش على الحجر، حيث لا ينساها بعد ذلك طول عمره، إنها ملكة خرافية بدأت مع كيم عندما كان عمره سنتين ولازمته حتى وفاته. لقد حيرت هذه الظاهرة العلماء الذين حاولوا ان يقدموا تفسيرا لما يحدث في مخ كيم عندما يقرا بسرعة فلكية، أشبه بطريقة عمل المرآة أو التصوير الفوتوغرافي، لتنطبع الصفحات في مخه مباشرة وإلى الأبد. من الطرائف التي تروى عن كيم أنه كان يحضر عرض مسرحية لشكسبير، وفي أثناء العرض وقف كيم وصرخ في أحد الممثلين على المسرح "توقف Stop" فسأله الممثل "هل هناك شيء خطأ"، فأجاب "كيم" "لقد نسيت كلمة من هذا السطر"، فتأسف له الممثل وقال "لم أكن أدرك أن أحدا سيهتم لذلك"، ولكن كيم رد عليه ردا رائعا، بقوله "إن شكسبير نفسه سوف يهتم لذلك". إن هذه الصفة ألاحظها على مرضى التوحد، إنهم يهتمون بأدق التفاصيل، كما ألاحظ بعض الأحيان من سلوك ابني الأكبر "جهاد" الذي يعاني من نفس المرض، ولكنه للأسف لا يملك أي من قدرات "كيم".
كيم بيك مع والده
مجالات التخصص التي أبدع فيها "كيم" متعددة وتشمل التاريخ الأمريكي والجغرافيا ولعبة البيسبول، وأفلام السينما، والتواريخ، وقصص شكسبير. ويكفي أن تذكر أمامه اسم لمدينة، ليقوم فورا بذكر أسماء شوارعها والأعمال فيها ورموزها البريدية والبيانات التاريخية عن تلك المنطقة. وعلى الرغم من قدراته العقلية المبهرة فإن كيم كشخص توحدي لا يمكنه ان يقوم باحتياجاته الأساسية مثل تنظيف أسنانه أو تمشيط شعره، أو ارتداء قميصه أو طلوع السلم بدون مساعدة... الخ. لقد شاهدت فيلم "رجل المطر" لكي أتعرف عن قرب عن حالة ابني، كما شاهدت عدة برامج وثائقية عن الرجل، وكنت أدهش من الطريقة التي يرد بها كيم على الأسئلة التي توجه إليه، إنه ببساطة شديدة عقل خارق. فيلم "رجل المطر" أعيد إنتاجه في السينما المصرية في فيلم باسم "التوربيني" والذي قام ببطولته الممثل "أحمد رزق"، ولكن بأحداث مختلفة، وان كان المضمون واحد.
العزاء الوحيد في فقدان هذه المعجزة الإلهية هو في الراحة التي ستحل بوالده العجوز المسكين الذي كان يقوم بكل احتياجات "كيم" اليومية، منذ استيقاظه حتى عودته إلى السرير في نهاية اليوم، بما في ذلك اصطحابه إلى المكتبة، إنها مهمة شاقة جدا أن يلبي رجل عجوز طلبات شخص توحدي مثل "كيم"، وهي مسئولية لا يشعر بها سوى من يعيشون مع شخص توحدي.
كيم ومحاولة لكشف أسرار مخه من خلال التصوير المغناطيسي mri
هذا الفلم من اجمل الافلام التي رايتها
ردحذفولقد ابدع كل من توم كروز وداستين
وشكرا على تعريفنا على الشخصيه الحقيقه المستمده منها القصه حتى لو بعد فوات الاوان
شكرا على تعليقك
ردحذفلم يفت الأوان، بالعكس الاهتمام بكيم بيك ازداد بشكل واضح بعد وفاته، والاهتمام بتدوين حالته وخصائص المعجزة الإلهية التي كانت فيه... الخ، يتزايد حاليا.
سبحان الله...
ردحذفقرأت من قبل أن معظم النوابغ والعباقرة كانوا يعانون من شكل من أشكال التوحد، فمنهم مثلاً أينشتاين ونيوتن وموزاد بل حتى بيل جيتس..
يقال أنهم يصلون إلى هذا المستوى من الذكاء الخارق (في أي مجال أبدعوا فيه) بفضل تركيزهم الشديد وعدم تشتتهم بتاتاً بما يحدث في محيطهم..
شخصياً لدي ابن عم صغير متوحد وما شاء الله مبدع في الرسم وفي جلسة واحدة يجتاز مراحل عدة من ألعاب الكمبيوتر من شدة التركيز..
شكرا على التعليق
ردحذفهذه المعلومة صحيحة. سبحان الله، قد يحرم الله الانسان من نعمة ما ليعطيه في مقابلها قوة هائلة تجعل أقوى العقول على الاطلاق.