التعليم يمثل المدخل الأساسي للتنمية سواء في الدول النامية أو الدول المتقدمة. وتحرص الدول التي تسعى نحو رفع مستويات النمو فيها إلى الارتفاع بمستويات التعليم للسكان. غير أن الدول التي تسعى إلى رفع مستويات البحث العلمي وزيادة القدرة الابتكارية لاقتصادياتها ومن ثم رفع قدراتها التنافسية في العالم، تحتاج الى أن توفر افضل فرص التعليم لعلماءها. إن هذا ما يفسر النمو السريع للقدرة التنافسية في الصين والهند وكوريا الجنوبية.
فالابتكارات التي تخرج من هذه الدول مصدرها الأساسي علماءها الذين ترسلهم للحصول على أعلى الشهادات الجامعية في الجامعات الأمريكية. وعلى الرغم من توافد الطلاب على الجامعات الأميركية من جميع أنحاء العالم، إلا أنه وفقا لمنظمة التعاون والتنمية، فإن أكثر من 40٪ من عدد الطلاب الأجانب الذين يأتون إلى الولايات المتحدة خلال العام الدراسي 2007-2008، يأتون من ثلاثة بلدان آسيوية هي الصين والهند وكوريا الجنوبية. وقد بلغ عدد الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة هذا العام 23779 طالبا، وهو ما يتجاوز أعداد الطلاب من الهند وكوريا الجنوبية، والتي أرسلت كل منها أقل من 10000 طالبا إلى الولايات المتحدة. ولكن خلال الفترة بين عامي 1997 و 2008 فإن نسبة النمو الأعلى كانت من نصيب الطلاب الهنود. وبجانب التواجد الآسيوي القوي في الجامعات الأمريكية مازالت بعض الدول الأوروبية ترسل أعدادا كبيرة من الطلاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية. على سبيل المثال أرسلت ألمانيا وفرنسا وايطاليا عدد من الطلاب إلى الجامعات الأمريكية يفوق كل من الهند وكوريا الجنوبية.
أتمنى أن تعي دولنا العربية مغزى هذا الاتجاه وأن تحرص على أن تقدم لأبناءها أفضل مستويات التعليم والتدريب وفي أفضل الجامعات العالمية لكي ينعكس ذلك على نوعية رأس المال البشري المتاح فيها وترتفع قدراتها التنافسية في عالم يقوم أساسا على الابتكار.
أتمنى أن تعي دولنا العربية مغزى هذا الاتجاه وأن تحرص على أن تقدم لأبناءها أفضل مستويات التعليم والتدريب وفي أفضل الجامعات العالمية لكي ينعكس ذلك على نوعية رأس المال البشري المتاح فيها وترتفع قدراتها التنافسية في عالم يقوم أساسا على الابتكار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق