السبت، ديسمبر ٠٥، ٢٠٠٩

الذهب يصاب بلوثة سعرية

تجاوز الذهب هذا الأسبوع لأول مرة في التاريخ حاجز الـ 1200 دولارا للأوقية منذ ثلاث أيام، حيث بلغ سعر أوقية الذهب 1225 دولارا للأوقية. الأزمة المالية العالمية الأخيرة أضافت أكثر من 40% إلى سعر الذهب، منها 14% زيادة في شهر نوفمبر الماضي، و34% في عام 2009. لا يوجد اصل استثماري حقق هذا المعدل المرتفعة من العائد في السنة الماضية، بهذا الشكل يحتل إذن الذهب الشكل قائمة أفضل الأصول الاستثمارية المربحة على المد القصير. وعلى الرغم من تراجع سعر الذهب اليوم بصورة جوهرية إلى حوالي 1160 دولارا للأوقية، إلا أن التوقعات الحالية تشير إلى أننا سوف نشهد أسعارا مرتفعة جدا للذهب خلال السنوات المقبلة، نظرا لتوسع استخدامات المعدن الثمين بعد أن أصبح ينظر إليه على أنه احد الأصول الاستثمارية من الدرجة الأولى، إلى الحد الذي دعا البعض إلى توقع سعر 2600 دولارا للأوقية في المستقبل. الشكل التالي يوضح اتجاهات اسعار الذهب خلال الخمس سنوات الماضية. ومن الشكل يلاحظ أن سعر الذهب قفز خلال الخمس سنوات الماضية من حوالي 450 دولارا للأوقية في عام 2004 إلى أكثر من 1200 دولارا بنهاية عام 2009.





أحد التطورات الجوهرية في الطلب العالمي على الذهب هو تزايد الطلب على الذهب في الصين، على الرغم من أنها أصبحت حاليا أكبر منتجي الذهب عالميا، بعد أن تفوقت هذا العام على جنوب إفريقيا، ومع ذلك فان إنتاجها الضخم من الذهب 310 طن هذا العام، يقل عن حجم الطلب المحلي على الذهب. كذلك فإن هناك خطط للحكومة الصينية بزيادة احتياطي الذهبية إلى حوالي 6000 طن متري من الذهب خلال الخمس سنوات القادمة، وربما إلى 10000 طن متري خلال العشر سنوات القادمة. يذكر ان الاحتياطيات الحالية من الذهب في الصين تبلع 1054 طن متري. معنى ذلك ان الصين تخطط لاضافة 5000 طنا متريا من الذهب لاحتياطياتها، وهو ما يعادل كل انتاج العالم من الذهب في سنتين. هذه الخطط تعد أخبارا جيدة لسوق الذهب العالمي، ولكنها تحمل أخبارا مرعبة بالنسبة لاتجاهات سعر الذهب على المستوى العالمي، حيث سيترتب على الخطط الصينية ارتفاع أسعار الذهب بصورة غير معقولة، ربما تتجاوز الـ 2500 دولارا وفقا لبعض السيناريوهات.
شخصيا لا أعتقد أن أسعار الذهب سوف تقفز إلى هذه المستويات الرهيبة في غضون هذه المدة الزمنية القصيرة. على العكس اتوقع أنه مع استعادة مستويات النشاط الاقتصاد في العالم، سوف يقل الطلب على الذهب كأصل استثماري، بحيث يعود الطلب على الذهب مرة أخرى إلى التركز في استخدماته الصناعية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق