الأربعاء، ديسمبر ١٦، ٢٠٠٩

الذروة النفطية تحمل أخبارا سارة جدا لدول الخليج

الحديث يتزايد اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن العالم بالفعل اقترب من الذروة النفطية، مصطلح الذروة النفطية من المصطلحات التي يساء فهمها على نطاق واسع، حيث يفهمها البعض على أن النفط قد نفد من العالم، وهذا غير صحيح، فالتقديرات المتاحة حاليا تشير إلى أن هناك حوالي تريليون برميل من النفط ما زالت في باطن الأرض في صورة احتياطيات نفطية، ولكن الذروة النفطية تعني ببساطة أننا قد قمنا بتطوير جميع المكامن النفطية السهلة في العالم، وأن الاحتياطيات المتاحة في هذه المكامن هي الآن في طريقها الآن نحو الانخفاض.

الخطورة الأساسية التي تواجهها صناعة النفط في العالم هي أنه مع ميل الاحتياطيات العالمية من النفط نحو التراجع، فان الطلب على النفط آخذ في التزايد وبمعدلات غير مسبوقة. ولذلك تتسابق شركات النفط العالمية لمحاولة البحث عن المكامن النفطية في قاع المحيط وعلى بعد أميال تحت سطح البحر، وفي منطقة القطب الشمالي في ظروف مناخية قاسية جدا، وكذلك في مناطق الرمال النفطية، حيث ترتفع تكلفة استخراج النفط بصورة كبيرة، إذ تحتاج عملية استخراج برميل من النفط طاقة غاز تعادل الطاقة المستخرجة من 3 براميل نفطية. إن آثار هذه الاتجاهات في الصناعة النفطية والمتمثلة في الاحتياطيات المحدودة، وصعوبة اكتشاف مكامن جديدة للنفط، وصعوبة تكرير النفط الخام تعني أن تكلفة استخراج النفط من مكامنه تميل نحو الارتفاع. الخطورة الرئيسية التي يواجهها العالم الآن تتمثل في أن معدل الاستخراج من المكامن النفطية الجديدة أبطأ من معدل تراجع الإنتاج من حقول النفط التقليدية. ووفقا للمبادئ البسيطة لقوى العرض والطلب، والتي تشير إلى أنه عندما يزيد الطلب بمعدل أسرع من معدل نمو العرض، فان الأسعار لا بد وأن تميل نحو الارتفاع، فالعالم الآن يضع المزيد من السيارات على الطرق يوميا بمعدلات غير مسبوقة.

البيانات المتاحة تشير إلى أن المستهلكين في الصين يشترون أكثر من مليون سيارة في الشهر، أما في الهند حيث أدى عرض السيارة Nano بسعر 2500 دولارا من قبل شركة TATA إلى حجز 200 ألف سيارة في أول أسبوعين. الشيء المؤكد هو أن إضافة ملايين السيارات على الطرق سنويا في شتى أنحاء العالم سوف يعني شيئا واحدا، ارتفاع جنوني لأسعار النفط. التوقعات الحالية لسعر النفط في 2012 تصل بسعر البرميل لأكثر من 200 دولارا للبرميل الواحد، وهو توقع أراه معقولا. فإذا كنا في مناخ أزمة اقتصادية حادة وأسعار النفط تتراوح بين 70 – 80 دولارا للبرميل، فإن استعادة النشاط الاقتصادي، المتوقع في العام القادم، سوف ترفع أسعار النفط الخام نحو السماء. قادة العالم أخذوا يدركون هذه الحقيقة، ولذلك فإن الجميع يلهث على درب رفع كفاءة الاستهلاك للطاقة، والبحث عن مصادر أخرى أرخص للطاقة ولتسيير سيارات العالم.

بالنسبة لنا هنا في الخليج هذه أخبار سارة جدا، لأنها سوف تنعكس في صورة فوائض مالية هائلة في الميزانيات الحكومية، ومن ثم فرصة ذهبية للتفكير خلال الوقت القصير المتبقي لنا حتى نفاد النفط في كيفية تقليل اعتمادنا على هذا المصدر الناضب والسعي حثيثا نحو تنويع هياكلنا الاقتصادية لكي ندخل مرحلة ما بعد النفط بأمان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق