الجمعة، سبتمبر ١١، ٢٠٠٩

لا تكن غبيا بكثرة الصراخ على عمالك

الدراسات الحديثة في علم المخ والأعصاب تؤكد أن المديرين وأصحاب الأعمال كثيري الصراخ في عمالهم، أو كثيري اللوم على العمال أو الذين يصفون عمالهم بأنهم أغبياء... الخ، يجعل منهم أغبياء فعلا، حتى وإن لم يكونوا كذلك. حيث يتأثر أداء العمال في العمل بصورة واضحة في ظل هذا النوع الغبي من المديرين. التجارب المعملية على مجموعة من الحيوانات بما فيها الإنسان أثبتت أن عندما يكون الإنسان في حالة ألم أو خطر مادي فان نشاطه العقلي يتغير بصورة كبيرة بحيث يركز أساسا على هذا التهديد ومن ثم على السبل التي تمكنه من مواجهة هذا التهديد والهروب منه بصورة فعالة. مثل هذا التركيز له تكلفة كبيرة بالنسبة للمخ، حيث يؤثر بصورة سلبية على الأنشطة الأخرى التي يقوم بها المخ. وبالتالي فان الشخص الذي في حالة خطر يكون جيدا جدا في الدفاع عن نفسه وسيئا جدا في التفكير في النواحي الأخرى المحيطة به.

الدراسات الحديثة في مجال المخ والأعصاب أثبتت أن استجابة الإنسان للتهديدات الاجتماعية تسير على نفس النحو الذي يواجهه في التهديدات المادية. فقد أوضحت ماسحات المخ انه عندما يتم لوم العمال بأن عملهم ليس جيدا أو وضع العامل في خطر فقدان وظيفته.. الخ تجعل المخ يستجيب بنفس النمط الذي يستجيب فيه الإنسان عندما يواجه خطرا ماديا. ما هو مضمون مثل هذه الدراسات، أنها تعطي درسا مهما جدا للمديرين والذين يقودون فرق للعمل، هذا الدرس هو إذا كنت ترغب في الحفاظ على إنتاجية عمالك أو أعضاء فريقك مرتفعة فيجب أن تشعرهم بالأمان وان تكون ايجابيا عندما تناقش معهم أداءهم وان تكون دائما مشجعا لهم، أما ان تركب حنجرتك وتطلق العنان للسانك، فلن تحصل إلا على فريق من العمال الأغبياء.
إن رد الشخص على التهديد الذي يواجهه يكون مدمرا لإنتاجيته أو لمنظمته التي يعمل فيها. لان عملية الرد من قبل الشخص على أي تهديد يواجهه تستهلك الأكسوجين والجلوكوز الذي في الدم والي يتم تحويله من الأجزاء الأخرى في المخ ، بما في ذلك وظيفة ذاكرة العمل، والتي تقوم بمعالجة المعلومات والأفكار الجديدة. ومثل هذه التحول يعطل التفكير التحليلي للشخص والبصيرة الخلاقة التي يتمتع بها ويؤثر على قدرته على تناول وحل المشكلات، أي أنه في الوقت الذي يحتاج فيه الشخص لقدراته العقلية المبدعة لاستغلالها في العمل فان هذه الموارد الداخلية في المخ تتجه، رغما عن الشخص، بعيدا عن ذلك. هذه النتائج أيضا يؤكدها علم الإدارة وسبل إدارة الفرق بكفاءة للحفاظ على مستويات عالية من الأداء والإنتاجية.

المصدر: http://www.strategy-business.com/article/09306

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق