حدة المضاربة على النفط الخام كأصل استثماري، وليس كسلعة تجارية عالمية، تتزايد بمرور الوقت. وينتهز المضاربون أية فرصة تمكنهم من تطوير قدراتهم على اللعب بمقدرات سوق النفط الخام لتحقيق أعلى الأرباح من خلال عمليات المضاربة وبشتى الوسائل.
آخر الأخبار المثيرة في هذا المجال تشير إلى أنه ربما يكون هناك أكثر من 150 مليون برميل من النفط الخام العائم على سطح البحر مخزنة في ناقلات النفط والتي تنتظر أن يتم إعادة بيعها في التوقيت المناسب بسعر أعلى وذلك من خلال عمليات التحكيم. عمليات تخزين النفظ على سطح البحر من خلال استخدام الناقلات أصبحت جذابة من الناحية الاقتصادية بسبب انهيار أسعار الشحن من خلال الناقلات نتيجة لزيادة العرض من الأخيرة، الأمر الذي جعل من عملية تخزين النفط على ظهر الناقلات ارخص نسبيا. مثل هذا التطور يمكن المضاربين من محاولة الاحتفاظ بالنفط عائما لأطول فترة ممكنة على ظهر الناقلات انتظارا للحظة المناسبة للبيع عن السعر المناسب، في ظل التقلبات السريعة في الأسعار.
للأسف هذه التطورات الجديدة تزيد من حدة الضغوط التي تفرضها هذه الظاهرة على أسعار النفط الخام، حيث يمكن أن تؤثر هذه الكمية الضخمة من المخزون بصورة كبيرة على اتجاهات أسعار النفط الخام على مستوى العالم. من الواضح ان آليات تجارة النفط الخام العالمية تتطور بصورة سريعة وأن آليات التجارة تتطور بشكل واضح، وهو سلاح ذو حدين، يمكن ان يساعد على دفع الاسعار الى أعلى إلا أنه يمكن أيضا أن يؤدي إلى انهيارها في حال تسارع الرغبة في التخلص من هذا المخزون العائم لأي سبب من الأسباب.
المصدر: http://scarcewhales.blogspot.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق