أثار انتباهي هذا الشكل المثير جدا عن العلاقة بين التقلبات الموسمية للدولار الأمريكي والانتخابات في الولايات المتحدة. ومن الشكل يمكن التمييز بين أربعة فترات زمنية يتقلب فيها الدولار الأمريكي متأثرا بالانتخابات ونتائجها ومن ثم السياسات التي تصاحب الحكومات الجديدة. الحسابات القائمة في الشكل ترتكز على أساس الفترة الزمنية من 1971 – 2006. لاحظ انه قبل عام 1971 كان العالم يتبع نظام قاعدة الذهب المرتكز أساسا على الصرف بالدولار الأمريكي، حيث كانت دول العالم لا تحتفظ بالذهب وإنما تحتفظ بالدولار الأمريكي القابل للصرف بالذهب وفق علاقة صرف ثابتة، بحيث أنه اذا احتاجت البنوك المركزية للذهب فانه يمكنها أن تحول احتياطياتها من الدولار الى ذهب، وهو ما يعني أن الدولار الأمريكي كان ثابتا في القيمة تقريبا، وغير مسموح له بالتقلب باعتباره عملة احتياط العالم قبل عام 1971، عندما أعلنت الولايات المتحدة قطع العلاقة بين الدولار والذهب.
الشكل يوضح انه قبل إجراء الانتخابات في الولايات المتحدة يميل الدولار بشكل عام نحو التراجع، ربما بسبب حالة عدم التأكد التي تسود حول طبيعة الحكومة الجديدة وسياساتها الاقتصادية المتوقعة... الخ. ولكن عند إجراء الانتخابات وتباري الأحزاب المختلفة في إعلان برامجها للنهوض بالاقتصاد الأمريكي ومستوى رفاهية المواطن فيه... الخ، تأخذ قيمة الدولار في التصاعد، وكذلك الحال في فترة ما بعد الانتخابات، حينما يبدأ الحزب المنتخب في تحويل وعوده الانتخابية إلى سياسات فعلية على أرض الواقع. غير أن الأوضاع تنعكس سريعا بالنسبة لقيمة الدولار حيث تصل سياسات الحزب الفائز منتهاها فضلا عن بدء تطبيق الحزب الحاكم في معظم الأحوال لسياسات اقتصادية معاكسة لما تم الإعلان عنها ولمواجهة النتائج المترتبة على الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تم خلقها قبل وأثناء الانتخابات لتعزيز فرصة الحزب الحاكم في الفوز بالانتخابات، ومن ثم تأخذ قيمة الدولار في التراجع بشكل واضح انتظارا لفترة انتخابات ثانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق