الشكل التالي يعقد مقارنة بين أربع حالات للكساد رئيسية مرت بالاقتصاد الأمريكي منذ الكساد الكبير وحتى الكساد الحالي، وهي كساد عام 1929 (الكساد العظيم)، كساد 1973 (كساد ارتفاع أسعار النفط)، كساد عام 2000 (أزمة شركات التكنولوجيا)، والكساد الحالي (الأزمة المالية العالمية). الشكل يوضح اتجاه مؤشر أسعار الأسهم خلال تلك الأزمات الأربع باستخدام مؤشر SP 500، بينما يستخدم مؤشر Dow بالنسبة لكساد 1929. من الواضح من الشكل ان هذه الأزمات اختلفت في المدى الزمني الذي انتهي عنده اتجاه الأسعار نحو الانخفاض أو ما يطلق عليه سوق الدب (Bear Market، حيث يكون سلوك السوق مثل الدب الذي يسير ورأسه للأسفل)، ويعلن عن أن السوق سوق دب إذا بلغ انخفاض المؤشر 20%.
إن أعنف الأزمات التي مرت بالسوق هي أزمة 1929، حيث استمر مؤشر الأسهم في الانخفاض المستمر لمدة 34 شهرا حيث بلغت نسبة انخفاض مؤشر داو 89.2%، أي أن سعر السهم في المتوسط كان يساوي عشر مستواه تقريبا قبل بدء الأزمة، لاحظ أيضا أن السوق قد بلغ القاع عدة مرات، قبل أن يعاود الارتفاع مرة أخرى، وهو ما يجعل بعض المراقبين يعتقدون حاليا أن سوق الاوراق المالية قد يتحول الى سوق دب مرة أخرى. تلي هذه الأزمة من حيث العنف أزمة شركات التكنولوجيا والتي استمر فيها المؤشر منخفضا لمدة 31 شهرا وقد بلغت نسبة انخفاض المؤشر 48.2%، أزمة أسعار النفط في 1973 انتهت على انخفاض بحوالي 48.2%، واستغرق السوق حوالي 21 شهرا في الانخفاض.
من الواضح من الشكل أن تأثير الأزمة الحالية على مؤشر أسعار الأسهم كان عميقا (انخفاض بنسبة 56.8%) غير أن خروج السوق من حالة الكساد كان الأسرع بين تلك الأزمات الأربع الرئيسية، حيث استغرق السوق حوالي 17 شهرا فقط لكي يتغير اتجاه المؤشر في بورصة الأوراق المالية في نيويورك.
الشكل التالي يعقد مقارنة بين حالات سوق الدب التي مر بها سوق الأوراق المالية الأمريكي منذ عام 1950 ونسبة الانخفاض في مؤشر سوق الأوراق المالية في نيويورك خلال هذه الأزمات، لاحظ أن أزمة حرب الخليج واحتلال الكويت قد أدت إلى ما يشبه سوق دب، حيث انخفض مؤشر أسعار الأسهم إلى 19.9%.
المصدر: http://dshort.com/charts/bear-recoveries.html?bears-since-1950
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق