الجمعة، سبتمبر ٢٥، ٢٠٠٩

الحرب التجارية تشتعل بين الولايات المتحدة والصين

مبدأ حرية التجارة الذي تنادي به ما يسمى بدول الاقتصاد الحر، يبدو أنه مجرد مبدأ ظاهري ترفعه عندما تكون الأمور التجارية في صالحها وتحقق أهدافها، وتتخلى عنه عندما تكتشف أن الالتزام بالمبدأ يهددها ويضر بمصالحها. الأمر بهذا الشكل يمثل نوعا من النفاق الاقتصادي.
الحرب التجارية على أشدها الآن بين العملاقين التجاريين الولايات المتحدة والصين. فقد فرضت الولايات المتحدة على الواردات من إطارات السيارات الصينية ضريبة جمركية بمعدل 35%، وهي بلا شك ضريبة مرتفعة، ويتوقع ان تؤثر بشكل كبير على سوق الإطارات في الولايات المتحدة والعاملين فيه. أكبر المتأثرين بالقرار ليس المصنعين الصينيين، ولكن المستهلك الأمريكي بالدرجة الأولى، بصفة خاصة من ذوي الدخول المحدودة، الذي سوف يجد نفسه يدفع أسعارا أعلى للإطارات الصينية والتي تتراوح حاليا في المتوسط حول 50 دولارا، مقارنة بحوالي 150 دولارا للإطار المصنوع في الولايات المتحدة. الآثار السلبية المتوقعة للقرار الأمريكي على المستهلكين سوف تكون أكبر من الأثر الايجابي على صناعة الإطارات في الولايات المتحدة كما تشير معظم التحاليل في هذا المجال.


اليوم تأتينا أخبار جديدة عن عزم الولايات المتحدة عن إيقاف استيراد الورق المصنع في الصين، بصفة خاصة الورق اللميع، بحجة أن الصين واندونيسيا يغرقان السوق الأمريكي بورق يباع بأسعار بخسة تقل عن تكلفة الورق الحقيقية. واردات الورق اللميع من الصين بلغت في النصف الأول من عام 2009 أكثر من 185 ألف طن، وهو ما يمثل زيادة بحوالي 40% عن نفس المدة في السنة السابقة. ويتوقع حاليا ان نصيب الصين واندونيسا في سوق الورق اللميع حوالي 30% من السوق الأمريكي في النصف الأول من هذا العام وهي ضعف الحصة السوقية خلال نفس الفترة من عام 2008. وتقدر مبيعات الورق اللميع في سوق الولايات المتحدة بحوالي 1.8 مليار دولار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق