البروفيسور مارك بيري قدم مقارنة مثيرة بين بعض المؤشرات عن الكساد الذي مر به الاقتصاد الأمريكي في أوائل الثمانينيات وكساد اليوم، وجميعها تشير إلى أن تلك المؤشرات اليوم أفضل من حالها في أوائل الثمانينيات، مما يعني أن الكساد الحالي يعد أخف وطأة من ذلك الذي تعرض له الاقتصاد الأمريكي، على الرغم من أن معظم الكتابات ترى بأن الكساد الحالي هو أعمق كساد يمر بالاقتصاد الأمريكي منذ الثلاثينيات. ويشير إلى أنه عند القيام بالبحث عن طريق جوجل فان جملة "منذ الثلاثينيات" استخدمت حوالي 7500 مرة في الشهر الماضي، بينما استخدمت عبارة "منذ الكساد الكبير" حولي 6000 مرة، في الشهر الماضي، في الوقت الذي استخدمت عبارة "منذ الثمانينيات" 758 مرة فقط. مع انه بمقارنة الأوضاع الاقتصادية الآن بتلك التي سادت في أوائل الثمانينيات، فان الأوضاع الاقتصادية السيئة التي مر بها الاقتصاد الأمريكي في تلك الفترة لا تشير إليها وسائل الإعلام عند إجراء المقارنات.
وللتدليل على ذلك يستخدم بيري الشكل التالي لإثبات حجته بأن الاقتصاد الأمريكي لا يقترب حاليا من تلك الأوضاع الاقتصادية لتلك الفترة. على سبيل المثال فان معدل الفائدة الأساسي كان أكثر من ستة أضعاف مستواه في 1980 (20.5%)، مقارنة بالوضع اليوم، ومعدل التضخم الجوهري Core inflation كان أكثر من 10% أعلى من مستواه حاليا، بينما كان معدل البطالة حوالي 11% مقارنة بـ 9.7% اليوم، في الوقت الذي كان فيه معدل الفائدة على القروض العقارية لمدة 30 عاما أكثر من 3 أضعاف مستوياته اليوم، لذا يقترح بيري ان يتم استخدام كساد أوائل الثمانينيات كمعيار للمقارنة أولا قبل الرجوع بصورة كبيرة نحو الوراء في الثلاثينيات. وأنه أخذا في الاعتبار معدلات الفائدة المنخفضة حاليا وكذلك معدلات التضخم السائدة الآن في الولايات المتحدة فان الأوضاع الاقتصادية والمالية الحالية تعد أفضل للنمو الاقتصادي من تلك التي سادت في أوائل الثمانينيات. أعتقد أن وجهة نظر مارك بيري صحيحة إلى حد كبير، وأن كانت بعض الكتابات تقدم دلائل على أن الكساد الحالي الأعمق منذ الثلاثينيات.
المصدر: http://blog.american.com/?p=5380
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق