نشرت جريدة الـ Times تحقيقا حول نجاح الشركات النفطية في تحقيق العديد من الاكتشافات النفطية في العالم هذا العام، وقد بلغ حجم تلك الاكتشافات 10 مليار برميل، إلا ان هذه الاكتشافات الجديدة لا تكفي لتعويض النقص المتوقع في العرض العالمي من النفط، من ناحية أخرى فان هذه الاكتشافات الجديدة تعد صغيرة جدا بالنسبة للاكتشافات التي حققتها تلك الشركات في الماضي.
وبشكل عام فإنه منذ الثمانينيات فإن الاكتشافات الجديدة كانت اقل من معدل النمو في الاستهلاك العالمي من النفط، والذي بلغ في العام الماضي 31 مليار برميل. وقد تمكنت الشركات النفطية من مواجهة الزيادة في الاستهلاك من خلال البحث عن أساليب جديدة للاستخراج من الآبار الحالية أو من خلال إنتاج النفط من خلال المصادر غير التقليدية مثل الرمال النفطية في كندا أو النفط الثقيل في فنزويلا.
ومما لا شك فيه أن هناك احتياطيات ضخمة من النفط في باطن الأرض، إلا ان تكلفة إنتاج هذه الاحتياطيات تتزايد بمرور الوقت. ووفقا للـ Times فان سعر النفط ينبغي ألا يقل عن 60 دولارا للبرميل لكي يمكن استخراج هذه الاحتياطيات من باطن الأرض. معنى ذلك ان ميل أسعار النفط نحو الانخفاض تحت هذا المستوى السعري، وهو أمر ممكن الحدوث، سيجعل من الصعب استغلال هذه الاحتياطيات تجاريا، كما سيؤثر سلبا على الرغبة في الاستثمار في مجال الاكتشافات الجديدة وتطوير الحقول القائمة. غير ان ارتفاع أسعار النفط يؤثر بصولة سلبية على الأداء الاقتصادي العالمي، وهي معادلة صعبة، فتوفير احتياجات العالم من النفط يتطلب ان تكون أسعار النفط مرتفعة لتشجيع عمليات الإنتاج والاستثمار في الاكتشافات الجديدة، بينما تؤثر أسعار النفط المرتفعة بدورها بصورة سلبية على معدلات النمو الاقتصادي.
اتجاهات الطلب العالمي على النفط ومعدلات النمو في العرض من خلال الاكتشافات الجديدة تعني أنه ربما يواجه العالم مشكلة عرض خلال العقد القادم، حيث يتوقع ان يحدث نقص في الإمدادات على المستوى الدولي من النفط نتيجة ميل الانتاج العالمي من النفط نحو التراجع، كما هو واضح من الشكل التالي الذي يوضح الاتجاهات المتوقعة للعرض العالمي من النفط الخام حتى عام 2030.
المصدر: http://www.nytimes.com/2009/09/24/business/energy-environment/24oil.html?_r=2&emc=eta1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق