سبتمبر هو شهر بيع الأسهم لأنه من الناحية التاريخية أسوأ شهور البورصة من حيث معدلات العائد المحقق على الأسهم. ولذلك يطلق عليه Mark Hulbert لقب أقسى شهور السنة. هذا اللقب قائم على أساس الدلائل المقدمة من متوسط معدلات العائد على الأسهم خلال سبتمبر في الفترة من 1900 -2008، أي حوالي 110 سنة. فقد كان معدل العائد في سبتمبر أقل من المتوسط في أكثر من نصف العقود خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة حيث بلغ ترتيب الشهر الأخير، أما في باقي العقود فقد كان ترتيبه متأخرا كثيرا مقارنة بباقي أشهر السنة. ولكن هل هناك من تفسير لهذا الأداء السيئ لشهر سبتمبر مقارنة بباقي أشهر السنة؟ من الناحية النظرية لا يوجد نظرية تفسر هذا الأداء السيئ في سوق الأسهم. غير أن Hulbert يقدم بعض الفروض منها أنه بحلول سبتمبر تكون معظم الشركات قد تأكدت من مستويات العوائد المحققة على أسهمها، ومن ثم لا يكون هناك مجال للإفراط في التفاؤل حول أداء السهم في باقي اشهر السنة. التفسير الثاني هو ان معظم حالات الانهيار التي عانت منها البورصات كانت في سبتمبر وأكتوبر، ومن ثم فان حلول سبتمبر يطلق صافرة الإنذار باحتمالات حدوث الانهيار، ومن ثم فإنها تمثل أشهرا مخيفة بالنسبة للمتعاملين. فانهيارات أعوام 1929، و1966 و 1973 و 1987 و 1989 و 2008 حدثت كلها في شهري سبتمبر وأكتوبر. ولذلك ليس من المستغرب أن يقدم المتعاملون على تكثيف عمليات بيع الأسهم خلال هذين الشهرين.
العقد | ترتيب شهر سبتمبر | معدل العائد المتوسط في سبتمبر |
1901-1910 | 12th | -2.60% |
1911-1920 | 2nd | 2.90% |
1921-1930 | 12th | -2.80% |
1931-1940 | 10th | -3.20% |
1941-1950 | 8th | 0.40% |
1951-1960 | 12th | -1.20% |
1961-1970 | 9th | 0.40% |
1971-1980 | 12th | -1.30% |
1981-1990 | 12th | -1.80% |
1991-2000 | 10th | 0.20% |
2001-2008 | 12th | -3.00% |
غير ان هناك معارضة واضحة لهذا الاعتقاد على أساس ان ما يحدث في سبتمبر يمكن أن يحدث في باقي الأشهر الإحدى عشر، ومن ثم فإن الدلائل المقدمة حول تأثير هذا الشهر هي دلائل عشوائية. ويقدم البعض أربع أسباب على الأقل لنفي صحة هذه الفرضية، بصفة خاصة لا يوجد انحراف إحصائي معنوي حول سلوك الأسهم في هذا الشهر، وأن تقلبات أسعار الأسهم يفترض أنها تعكس أساسا معلومات هيكلية حول التغيرات الاقتصادية والتوقعات التي يبنيها المتعاملين في البورصة.
يعطيك العافيه دكتور محمد.. وانا من متابعين مدونتك باستمرار..
ردحذفوعندي سؤال وهو ما هو توقعاتك للربع الرابع للسنه الماليه هل سيتوقف النزيف ويبدآ الانتعاش وماهو توقعاتك لاسعار النفط لعام ٢٠١٠..
شكرا مقدما لك.
شكرا على سؤالك
ردحذفمن الواضح أن الربع الرابع من السنة الحالية سوف يشهد توقف نزيف انخفاض معدلات النمو وتراجع تدهور الاداء على المستوى الكلي في الاقتصاد الامريكي، ولكن ربما تتأخر عملية استعادة النشاط الاقتصادي في باقي دول العالم قليلا. كافة المؤشرات المتاحة لدينا حتى الان ايجابية، فيما عدا أداء سوق العمل، وهو شئ متوقع، أن تستمر معدلات البطالة في الارتفاع حتى مع بدء عملية استعادة النشاط الاقتصادي. كافة المؤشرات الاولية تشير إلى أنه ربما يكون الأسوأ في الأزمة قد اصبح وراء ظهورنا. طبعا هذا لا يعني أن الأزمة قد انتهت تماما، فما زال بعض المراقبين غير مقتنعين بأن الكساد قد انتهى مستشهدين في ذلك بأداء الاقتصاد الامريكي خلال حالات الكساد السابقة.
أما بالنسبة لتوقعات اسعار النفط الخام، فإنني أتوقع أنه مع تحسن الاوضاع الاقتصادية على المستوى العالمي واستعادة الطلب على النفط لمستوياته قبل الأزمة أن تبدأ أسعار النفط في التزايد مرة أخرى، وهناك بعض التوقعات حاليا بأن السعر ربما يلامس حافة الـ 200 دولارا في 2011. وإن كنت أرى أن هذا التوقع قد يكون مرتفعا للغاية بالنسبة لسعر النفط، لكن ربما نرى معدلا للسعر يتجاوز المائة دولار في 2010.
شكرا جزيلا لك
ردحذف