ارتفاع معدلات وفيات الأطفال يعد من الخصائص الأساسية للمجتمعات التقليدية والفقيرة. ووفقا لعلماء السكان فان ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال يعد أحد مسببات ارتفاع معدلات النمو السكاني والاقدام على إنجاب المزيد من الأطفال. ولذلك تعد السيطرة على معدلات وفيات الأطفال أحد وسائل التحكم في رغبة الأسر في إنجاب المزيد منهم، فكلما ارتفعت أعداد المواليد الجدد الذين يبقون على قيد الحياة، كلما ازدادت ثقة الأسر في استمرار هؤلاء المواليد أحياء، ومن ثم يقل إقبالهم على إنجاب المزيد من الأطفال. على سبيل المثال إذا كان معدل الوفيات بين الأطفال هو 50%، فان الزوجين اللذان يرغبان في أن يكون لديهما أسرة من 3 أبناء سوف يضطران إلى إنجاب 6 أطفال باعتبار أن حوالي 3 من أبنائهم من سوف يتوفاهم الله قبل بلوغ سن الخامسة.
وفقا لتقرير حديث لمنظمة اليونيسيف فان معدلات الوفيات بين الأطفال اقل من عمر 5 سنوات تتحسن عالميا بشكل مستمر. فقد انخفضت تلك المعدلات من 90 حالة وفاة لكل ألف من الأطفال في عام 1990 إلى 65 فقط لكل ألف في عام 2008. ويعني ذلك ان عدد الوفيات من الأطفال في العالم في عام 1990 كان حوالي 12.5 مليون طفلا، انخفض هذا العدد في عام 2008 إلى 8.8 مليون طفل فقط. أفضل تحسن في معدل الوفيات حدث في أمريكا اللاتينية وفي دول الاتحاد السوفيتي السابق، حيث انخفض الوفيات بأكثر من النصف. للأسف كان التحسن ضئيلا في إفريقيا. من ناحية أخرى فانه على الرغم من السيطرة على انتشار مرض الملاريا والذي يعد أحد الأسباب الكبرى لوفيات الأطفال، فان العالم في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد للسيطرة على مرضي الالتهاب الرئوي والإسهال لتحسين معدلات الوفيات بين الأطفال في الدول الفقيرة. الشكل التالي يوضح معدلات الوفيات بين الأطفال في المجموعات المختلفة من دول العالم. لاحظ الفرق بين معدل الوفيات في الدول الصناعية والدول الفقيرة. مما لا شك فيه أن الدول الفقيرة في حاجة ماسة للمساعدة المالية والفنية لكي تسيطر على ارتفاع معدلات الوفيات بين الاطفال فيها.
المصدر: http://www.economist.com/research/articlesBySubject/displaystory.cfm?subjectid=7933596&story_id=14426035
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق