نشرت «الاقتصادية» يوم الجمعة الماضي، تحقيقا حول نقص عرض الحطب في
السعودية، وارتفاع أسعاره إلى الضعف، بعد منع بيع الحطب المحلي، يشير
التحقيق إلى أن المملكة تستورد حاليا الحطب من الصومال والبرازيل، التحقيق
مثير للدهشة بالفعل، فكيف يواجه البلد النفطي الأول في العالم أزمة حطب؟
وكيف يواجه البلد الذي يوفر الدفء للعالم مشكلة في التدفئة؟
أسباب زيادة الإقبال على شراء الحطب يعرفها الجميع، بعد أن تراجعت درجات
الحرارة في الأيام الماضية إلى مستويات منخفضة جدا ألجأت السكان إلى زيادة
الإقبال على التدفئة، إلا أن عملية حرق الحطب، سواء المحلي منها أو
المستورد، لها آثار سلبية واضحة، فحرق الحطب المحلي يؤدي إلى تآكل الغطاء
النباتي الشجري في المملكة، وهو أمر خطير للغاية، خصوصا في بيئة شبه
صحراوية مثل البيئة السعودية، كما أن حرق كافة أنواع الحطب يضر بشكل كبير
بالبيئة، نظرا للانبعاثات الغازية التي تترتب على حرق الحطب، وتتسبب في
ارتفاع درجة سخونة الأرض، فضلا عن آثارها الضارة على صحة من يستدفئون
بالحطب.
الحملة التي تقوم بها وزارة الزراعة حاليا لمنع بيع الحطب المحلي حفاظا
على الغطاء الشجري في المملكة، لا بد أن تتوسع أهدافها لتشمل رفع درجة وعي
المواطنين بأضرار حرق الحطب على صحتهم وعلى البيئة في المملكة والعالم، وأن
اللجوء إلى وسائل التدفئة الحديثة هو أمر أكثر أمنا وسلامة لتحسين الشروط
البيئية في المملكة والعالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق