نشرت ''الاقتصادية'' يوم الإثنين الماضي خبرا مفاده أن مصنعا لشركة جاكوار لاندروفر سيقام في المملكة، وكتب سلمان الدوسري مقالا عَدَّد فيه مزايا مثل هذا المشروع للاقتصاد الوطني، ولا شك أن مثل هذه المقاربات التي تتم من جانب الشركات الدولية للسعودية اليوم، تعكس تزايد الأهمية المستقبلية للمملكة كقوة اقتصادية وكسوق وكموقع جغرافي استراتيجي يمكن أن يوفر في نفقات نقل السلع المصنعة، ولا شك أن مثل هذه المشروعات تمثل نقلة نوعية في مسار عملية التصنيع وتنويع مصادر الدخل في المملكة، غير أن ما نريد التأكيد عليه هو أن مثل هذه المشروعات لا بد أن تصاحبها استراتيجية تصنيع ملائمة تضمن توطين هذه الصناعات في المملكة.
فنحن لا نريد أن نرى عبارة منتج صُنع في السعودية شعارا، إنما كواقع حقيقي ملموس ومستدام، بمعنى لا نريد منتج صُنع في السعودية بمفهوم تم تجميعه في السعودية كمكان، لكن بأيد عاملة غير سعودية، فليس هناك إضافة حقيقية للاقتصاد الوطني من مشروع كهذا، إنما نريد منتجا صنع في السعودية بمفهوم، تم ابتكاره في مراكز الأبحاث السعودية، وتم تطويره في المصانع السعودية، وتم تصنيعه بأيد عاملة سعودية، بل يحمل علامة سعودية، هنا فقط تكتمل منظومة التصنيع في المملكة، ولا شك أن ذلك تحد هائل ينبغي أن تستعد له المملكة وتعمل على أن تراه واقعا حقيقيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق