منذ توليه مقاليد البلاد، أعلن أمير الكويت عن رؤيته لتحويل الكويت
إلى مركز مالي وتجاري، وكنت قد تقدمت في ذلك الوقت بورقة إلى مركز دراسات
الخليج والجزيرة العربية، أثبت فيها أن تحويل الكويت لمركز مالي تقليدي،
أمر يحيط به عديد من المخاطر، وأنه ربما يكون من الأفضل للكويت أن تتحول
إلى مركز مالي إسلامي للعالم، خصوصا أنه لم تكن توجد في ذلك الوقت دولة
تدعي أنها مركز مالي إسلامي للعالم. ذهبت نداءاتي سدى، وعلمت أن دبي التقطت
الفكرة، وها هي اليوم تعلن أنها تستعد لتتحول إلى مركز مالي إسلامي أول في
العالم.
في المقابل، أعلنت المملكة عن إنشاء مركز الملك عبد الله المالي، الذي
يفترض أن يكون أضخم مركز مالي في الشرق الأوسط، أعتقد أن الرؤية المناسبة
لمركز الملك عبد الله المالي، هي أن يكون رائد صناعة التمويل الإسلامي في
العالم، والسعودية تمتلك من الإمكانات في هذا المجال ما يفوق دبي، وأعتقد
أن مشروع دبي قد لا يصمد في المنافسة مع مركز الملك عبد الله المالي، إذا
تمت صياغة رؤية صحيحة للمركز، فإنشاء مركز مالي ليس مجرد إنشاء مجموعة من
ناطحات السحاب لهذا الغرض، فهذا آخر ما يحتاج إليه المركز المالي. المركز
المالي يحتاج إلى بيروقراطية محدودة، وبيئة أعمال مشجعة، وبنى تحتية
ومؤسساتية مناسبة، وذلك حتى يمكن أن تتحول الرياض إلى عاصمة التمويل
الإسلامي في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق