الاثنين، يناير ٢٨، ٢٠١٣

End This Recession Now

بدأت القراءة في كتاب End this Recession Now لعالم الاقتصاد بول كروجمان الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد. من مقدمة الكتاب، الكاتب يحاول أن يشرح المعالم الأساسية للركود الحالي (كما يسميه) الذي تعيشه الولايات المتحدة، والفرق بين هذا الكساد والحالات السابقة التي مرت على الاقتصاد الأمريكي منذ الكساد العالمي العظيم.
يقول الكاتب أنه سوف يقترح سبل الخروج من هذا الركود منوها الى ان سبل الخروج من الكساد الحالي معلومة.
الفصل الأول من الكتاب يتناول قضية البطالة في الاقتصاد الأمريكي معرفا البطالة والمشكلات الخطيرة التي تصاحب البطالة في أي اقتصاد، والعيوب الحالية لتعريف البطالة والمقاييس المستخدمة لها.
يوضح الكاتب أن مشكلة البطالة الحالية التي يمر بها الاقتصاد الامريكي تختلف تماما عن أي حالة كساد مرت بها أمريكا منذ الكساد العظيم، فقبل نشوء الأزمة في 2007 كان هناك حوالي 20 مليون امريكي يفقدون وظائفهم سنويا، ولكن في المقابل كان الاقتصاد الأمريكي يفتح سنويا قدرا من الوظائف يفوق هذا الرقم. قبل اندلاع الأزمة كان هناك 7 مليون أمريكي في حالة بطالة. غير أن حالة البطالة التي كان يعاني منها العمال في امريكا تتسم بأنها بطالة قصيرة الأجل، فما إن يفصل العامل من العمل حتى يجد العاطل العمل مرة اخرى سريعا، فقد كان عدد العمال الذين هم في حالة بطالة طويل الأجل (6 أشهر أو أكثر) أقل من خمس عدد العاطلين، وأقل من عشر عدد العاطلين في حالة بطالة تزيد عن سنة.
هذه الصورة للبطالة في امريكا تغيرت بصورة جوهرية منذ اندلاع الأزمة. فحاليا كل وظيفة يتم فتحها تجد 4 عمال يبحثون عنها، وبالتالي ما ان يفقد العامل وظيفته حتى يصبح من الصعب جدا أن يجد وظيفة اخرى، بل ويظل العامل فترة طويلة من الزمن حتى يجد وظيفة اخرى، ففي 2012 كان هناك حوالي 6 مليون عاطل يعيشون في حالة بطالة لمدة أكثر من 6 أشهر، منهم 4 مليون كانوا في حالة بطالة لأكثر من عام، مقارنة ب 700 ألف عاطل فقط قبل الأزمة.
بالمقاييس الأمريكية يشير الكاتب الى ان هذه الصورة تعد مختلفة تماما ولم يعيشها سوق العمل منذ الكساد العالمي العظيم. لم تشهد الولايات المتحدة هذه المعدلات منذ الثلاثينيات، أن يجد الأمريكيون انفسهم في مصيدة البطالة طويلة الأجل.
المشكلة ان البطالة طويلة الأجل تؤثر سلبا على معنويات العاطل، خصوصا لوصاحب ذلك قصور في موارده المالية، ففقدان الوظيفة سوف يصاحبه غالبا فقدان التأمين الصحي وفقدان جانب كبير من الدخل السنوي للعاطل، وبعد فترة يفقد العاطل الحق في أية تعويضات يحصل عليها من الحكومة. بالطبع مع ارتفاع معدلات البطالة وطول فترتها تتآكل المدخرات ويفقد العمال اصولهم، وأهم هذه الأصول بالطبع منازلهم.
المشكلة هي أنه مع طول الفترة التي يقضيها العامل في حالة بطالة تقل فرصته بصورة كبيرة للحصول على وظيفة اخرى، فأرباب العمل غالبا ما لا يميلون لمنح عاطل قضى فترة طويلة في حالة بطالة فرصة للعمل مرة أخرى، وبالتالي فإن الأمر بالنسبة لملايين الأمريكيين أصبح فقدان الوظيفة يعني فقدان فرصة التوظف مرة أخرى، وبالتالي سيظل في حالة البطالة لفترة طويلة جدا من الزمن حتى يجد فرصة أخرى للعمل، حيث يصبح العامل في هذه الحالة غير قابل للتوظيف، وهذه مآساة الملايين الذين يعيشون في حالة بطالة طويلة الأجل.
من خلاصة قراءتي في الفصل الأول من كتاب End this Recession Now

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق