الخميس، يناير ١٠، ٢٠١٣

«سامسونج» و«أبل»

سوق الهواتف النقالة، أفضل مثال للمنافسة الجديدة في السوق العالمية القائمة على الابتكار والبحوث والتطوير، انطلاقاً من خلق الحاجة لدى المستهلك، والاستجابة السريعة لتطلعات المستهلكين نحو خصائص أرقى ومواصفات أفضل. السوق العالمية للكثير من السلع اليوم لم تعد تتسم بالاستقرار الذي كانت تتصف به في الماضي، حيث كانت تسيطر على صناعات العالم مجموعة من الشركات الغربية ذات العلامات المعروفة استناداً إلى تفوقها التقني وأسرار الصناعة التي تمتلكها.
لم يكن أحد يعتقد أن دولة ناشئة مثل كوريا الجنوبية يمكن أن تحقق هذا الاختراق للأسواق العالمية للسلع التي تحتاج إلى تكنولوجيا رفيعة والتي كانت حكراً في الماضي على الدول الغربية، اعتبارات المنافسة دفعت ''أبل'' إلى اللجوء للقضاء متهمة ''سامسونج'' بسرقة بعض ابتكاراتها، وقد حكم بالفعل لصالح ''أبل'' في بعض هذه القضايا، غير أن ''سامسونج'' لم تلتفت إلى ما حدث، واستمرت في انتهاج سياساتها نفسها في تطويع منتجاتها لتوافق متطلبات عملائها.
اليوم تجلس ''سامسونج'' على عرش صناعة الهواتف النقالة في العالم متفوقة بذلك على كل منافسيها بما فيها ''أبل''، فأصبحت أكبر مصنع للهواتف في العالم، وذلك من خلال التفوق تقنياً والتوسُّع في تشكيلة المنتجات لتتوافق مع أذواق الجميع، في الوقت الذي أخذت فيه حصة ''أبل'' تتراجع بسبب الفروق في معدلات الابتكار التي تقوم بها كلتا الشركتين، والمنافسة في السوق العالمية اليوم يمكن أن تجرف في طريقها أي علامة مهما بلغ حجمها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق