تابعت وسائل الإعلام في المملكة تطورات الحالة الصحية لخادم الحرمين الشريفين بصورة لصيقة منذ الإعلان عن دخوله المستشفى لإجراء عملية جراحية حتى خروجه رعاه الله. أن يتناول الصحافيون والصحافة الحالة الصحية للملك، وأن تتابع بدقة تطورات حالته وتوقيت إجراء العملية الجراحية التي ستجرى له ونتائجها، وتوقيت خروجه .. إلخ، لهو انعكاس للمساحة الكبيرة من الحرية التي منحها خادم الحرمين الشريفين للصحافة السعودية.
فبعيدا عن المملكة، تعتبر صحة القائد من أسرار الدولة العليا لدرجة أن من تسول له نفسه من الصحافيين مجرد الخوض فيها، قد تترتب عليه نتائج كارثية له ولصحيفته. على سبيل المثال لقد صدر حكم بالسجن على أحد الصحافيين في مصر لأنه تجرأ بكتابة مقال تناول فيه الحالة المرضية للرئيس المصري السابق، ثم شعر المصريون بعد ذلك باختفاء الرئيس من الساحة لفترة ليكتشف الجميع أنه كان مريضا بالفعل وأنه أجرى عملية في ألمانيا.
لا شك أن صحة الملك ليست شأنا خاصا به فقط، وإنما أيضا هي من أخص شؤون الشعب، وأن إطلاع الشعب على الحقيقة نوع من الشفافية التي قل أن نجدها في دول العالم الأخرى، فكم قائد في العالم الإسلامي يسمح للصحافة أن تتناول حالته الصحية على هذا النحو الذي شهدناه في الفترة الأخيرة في المملكة، وحده خادم الحرمين الشريفين من يسمح بذلك، نسأل الله أن يتم عليه نعمة الشفاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق