القرار الصيني بالاحتفاظ بهذه المعادن في صورة احتياطيات ومن ثم تعظيم عوائدها من المعادن النادرة، يعني أن العالم سوف يعاني بشكل كبير خلال الفترة الزمنية القادمة من ندرة حادة في هذه المعادن، إلى الحد الذي سوف يدفع إلى محاولة الحصول على هذه المعادن بأي ثمن. التطور التكنولوجي عالي التقنية أصبح بهذا القرار تحت رحمة الصين.
تتناول المدونة القضايا الاقتصادية التي تخص الكويت ودول مجلس التعاون، وكذلك القضايا الاقتصادية الدولية والمفاهيم الاقتصادية العامة. هدفي هو نشر المعرفة ورفع مستوى الثقافة وتصحيح المفاهيم في الحقل الاقتصادي، داعيا الله أن أكون قد تحملت جزءا من مسئوليتي نحو مجتمعي. جميع الحقوق محفوظة، لا يجوز إعادة النشر أو الانتاج بدون ذكر المصدر أو بدون موافقة مسبقة.
الاثنين، أغسطس ٣١، ٢٠٠٩
الصين قد تسحق الصناعات عالية التقنية في العالم
القرار الصيني بالاحتفاظ بهذه المعادن في صورة احتياطيات ومن ثم تعظيم عوائدها من المعادن النادرة، يعني أن العالم سوف يعاني بشكل كبير خلال الفترة الزمنية القادمة من ندرة حادة في هذه المعادن، إلى الحد الذي سوف يدفع إلى محاولة الحصول على هذه المعادن بأي ثمن. التطور التكنولوجي عالي التقنية أصبح بهذا القرار تحت رحمة الصين.
الأحد، أغسطس ٣٠، ٢٠٠٩
مؤشر النشاط القومي لبنك شيكاغو الاحتياطي
العلاقة بين معدل البطالة والعقارات التجارية الشاغرة
المصدر: http://www.frbatlanta.org/invoke.cfm?objectid=572D828F-5056-9F12-12AD9734C17D1C6A&method=display
مؤشر النقل بسيارات الشحن
المصدر: http://www.truckline.com/pages/article.aspx?id=579%2F{8E1C7279-ED27-4C03-B189-CEEEE26BBB12}
الأحد، أغسطس ٢٣، ٢٠٠٩
الكويت في حاجة إلى عاصمة أعمال جديدة
ليس هناك أي مانع في أن تتبنى البلدية حلولا غير تقليدية لتوفير المساكن في الدولة، سواء أكان ذلك للسكن الإداري أو للسكن الأسري، إلا أنه من المؤكد أيضا، أن ذلك الأمر لا بد وأن يسير في إطار علمي يأخذ في الاعتبار، ومن كافة النواحي، الآثار المتعددة لعملية التوسع الرأسي، حاليا وفي المستقبل، بصفة خاصة السلبية منها، لكي لا يخلق مثل هذا التوسع آثارا جانبية حادة على البنى التحتية للدولة قد تتطلب اللجوء إلى حلول غير تقليدية أيضا، وقد تكون تلك الحلول مكلفة جدا للدولة للتعامل معها، مثلما أصبح عليه الحال الآن في الكويت.
مدينة الكويت، عاصمة الأعمال في الدولة، تشهد منذ فترة ثورة في نوع محدد من المباني، وهو المباني الإدارية، حيث شهدت المدينة زيادة غير مسبوقة في عمليات بناء أبراج السكن الإداري وبأطوال لم تعهدها الدولة من قبل، بلغت في بعض الحالات 70 طابقا، وذلك استنادا إلى التوقعات التفاؤلية التي سادت حول مستقبل الاقتصاد الكويتي منذ 2004، والتغيرات الهيكلية المحتملة فيه، خصوصا بعد أن أعلنت الكويت عزمها على التحول إلى مركز مالي وتجاري مع ما سوف يصاحب ذلك من ضرورة زيادة الطلب على السكن الإداري الأمر الذي يجعل هذا النوع من الاستثمار أمرا مجديا من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية.
ولقد أدت عمليات البناء غير المسبوق هذه إلى حدوث زيادات فلكية في أسعار الأراضي المتاحة لمثل هذا النوع من البناء، وأصبحت المدينة من أغلى الاماكن في العالم تقريبا بالنسبة لثمن المتر المربع من الأرض، وفي ذات الوقت حدث توسع واضح في المساحات المتاحة للتأجير لأغراض الاستخدام المكتبي، غير أنه، للأسف، فإن جانبا كبيرا من هذه المساحات التي أضيفت إلى العرض الحالي من السكن الإداري لم يكن قائما على أساس دراسات جدوى اقتصادية دقيقة حول التوقيت المناسب لهذا التحول في الطلب على السكن الإداري، والنقطة الزمنية التي عندها يأخذ هذا الطلب في التوسع، والحجم السنوي لتدفقات هذا الطلب، ومقارنة ذلك بتدفقات العرض المتاح سنويا من المساحات المتاحة للتأجير لمواجهة هذا الطلب، بحيث لا يكون هناك مساحات فائضة عن هذا الطلب، أخذا في الاعتبار التكلفة العالية جدا لإضافة متر واحد من عرض هذا النوع من السكن، باختصار تحولت مدينة الكويت وفي غضون فترة زمنية قصيرة إلى ما يشبه مدينة نيويورك ثانية بأبراجها الشاهقة الارتفاع، أكثر من ذلك فإن الذي يسير في طرق المدينة يلاحظ أن معظم المساكن القديمة في المدينة يتم تأهيلها حاليا لبدء عمليات هدمها تمهيدا لإقامة أبراج إدارية عليها، على الرغم من تزامن ذلك مع وجود فائض واضح في المساحات الخالية من هذه المكاتب الإدارية، والتي ازدادت حدتها بفعل ظروف الأزمة الاقتصادية، ومن ثم انخفاض الطلب على السكن الإداري، وهو ما يمثل فقدانا للعوائد الاقتصادية المفترضة للاستثمار في هذا النوع من السكن.
دعنا الآن نفترض أن السيناريوهات التي قامت عليها مشروعات السكن الإداري الحالية في مدينة الكويت صحيحة، وأن سيناريوهات الطلب المحتمل على المكاتب سوق تتحقق، وأنه بالفعل في يوم ما سيكون المعروض من تلك المساحات حاليا وفي المستقبل هو قيد التشغيل، إذا حدث ذلك فان تلك البقعة الصغيرة التي تمثلها مدينة الكويت حاليا سوف تتحول إلى قطعة من جهنم بسياراتها اللا متناهية وأزماتها المرورية الخانقة، ومن المتوقع أن تعاني مدينة الكويت من الأمراض التقليدية للعواصم القديمة في العالم مثل القاهرة أو نيودلهي أو مكسيكو سيتي .. الخ، وإن كان ذلك على نطاق أوسع أخذا في الاعتبار سيناريوهات العدد المحتمل للسيارات التي ستدخل وتخرج من المدينة يوميا والمساحات المحدودة لتسيير تلك السيارات فيها.
من الواضح إذن الآن أن الكويت تحتاج الآن لعاصمة أعمال جديدة، تدخل بها القرن الحادي والعشرين، ملامح هذه العاصمة لا بد وأن تأخذ في الاعتبار خصائص العاصمة العصرية، بصفة خاصة من حيث البنى التحتية اللازمة لتسهيل عمليات أداء الاعمال فيها، من طرق واسعة ومواقف تتسع لعدد كبير من السيارات في آن واحد، وذلك في إطار دراسات علمية هندسية دقيقة تجرى على هذه العاصمة لكي تحسب بدقة، الطاقة الاستيعابية لشوارعها في أوقات الذروة حاليا ومستقبلا لكي تضمن سلاسة وانسيابية المرور فيها. هذا هو السيناريو الأول لمدينة أعمال المستقبل في الكويت.
التخطيط الجديدة لمدينة الكويت يتطلب تبني مجموعة من المشروعات الحيوية لكي تسمح بأداء المدينة لوظائفها بالسهولة اللازمة، وأهم هذه المشروعات مترو أنفاق يربط مدينة الأعمال بالمناطق السكنية الرئيسية في الدولة وبحيث تقل الحاجة لدى الجانب الأكبر من رواد المدينة في استخدام السيارات. المشروع الثاني هو إنشاء شبكة أنفاق أرضية وكذلك شبكة كباري علوية تسمح بتوسيع الطاقة الاستيعابية لطرق المدينة من السيارات وبحيث تضمن الانسياب السهل لتلك السيارات بدون عوائق مرورية وبدون تعطيل وقت مستخدمي السيارات في المدينة. أما المشروع الثالث فهو أن تخصص البلدية عدد كاف من قطع الأراضي لأغراض إنشاء مجموعة كبيرة من المواقف المتعددة الطوابق لمواجهة الطلب المستقبلي المحتمل على خدمات توقيف السيارات، والتي من الواضح أنها سوف تكون تجارة رابحة في المستقبل في مدينة الكويت، وبحيث تأخذ في الاعتبار الحلول التي لجأت إليها الدول المتقدمة للتعامل مع أزمة مواقف السيارات من أجل استيعاب أكبر عدد منها في أقل مساحة مكانية ممكنة.
الخميس، أغسطس ٢٠، ٢٠٠٩
غدا تبدأ العطلة الصيفية
استعادة النشاط الاقتصادي على حرف V أو حرف A
المصدر: http://econompicdata.blogspot.com/2009/08/putting-credit-crisis-in-perspective.html
الأسهم الصينية تنهار
الانهيار الحالي إذن هو عملية تصحيح للسوق بعد انتفاخ الأسعار معززة بسياسات نقدية متساهلة دفعت بتغذية عمليات شراء الأسهم ومن ثم اتجاه الأسعار نحو الارتفاع. حيث يقدر حجم السيولة الإضافية التي دخلت السوق خلال الخمس اشهر الماضية بحوالي 1.6 تريليون يوان، وهو ما رفع معامل سعر السهم/الأرباح إلى أكثر من 30، وهو مستوى مرتفع جدا.
السيارات التي تسير بالنفط سوف تذهب إلى متاحف العالم قريبا
فقد أدى تصاعد أسعار النفط الخام والآثار البيئية الجانبية لاستخدام الوقود الإحفوري إلى تشديد سعي العالم نحو إيجاد بديل أكثر أمنا وأقل ضررا على البيئة له. أمس الأربعاء أشار موقع بلومبرج 19/8/2009 إلى أن الحكومة الألمانية وافقت على رصد ميزانية بمبلغ 500 مليون يورو (أو ما يعادل 705 مليون دولار) لتشجيع تكنولوجيا إنتاج السيارات الكهربائية. الخطة التي تبنتها الحكومة الألمانية تأتي في إطار الخطة القومية الألمانية للنقل بالكهرباء، والتي تهدف إلى تسيير مليون سيارة كهربائية على الطرق الألمانية بحلول عام 2020، وخمسة ملايين سيارة بحلول عام 2030. هذه الأرقام تحمل دلالات خطيرة جدا بالنسبة لنا هنا في دول الخليج.
اللافت للنظر أن الخطة الألمانية تم إقرارها بالإجماع في ظاهرة تعد نادرة الحدوث في ألمانيا، أي أن يتفق كافة الأطراف على قرار واحد. الهدف المعلن للخطة هو تخفيض الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة بحوالي 40% بحلول عام 2020، والتي تشمل أيضا زيادة نصيب عمليات إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة من 12% إلى 30%. الهدف غير المعلن من الخطة هو دعم صناعة السيارات الألمانية تجاريا حتى لا تتخلف في مضمار السباق الذي يدور حاليا، وعلى أشده، في مجال السيارات البديلة. وفقا لهذه الخطة ربما نرى أول مرسيدس أو فولكس واجن تسير بالكهرباء في 2011، ومن المؤكد أيضا أننا في الكويت سوف نكون أول مستهلكيها.
تجدر الاشارة إلى أن شركة نيسان اليابانية قد كشفت في هذا الشهر النقاب عن سياراتها الكهربائية الجديدة LFAF هاتشباك في مقرها الجديد في يوكوهاما في اليابان، حيث أشارت الشركة أنها أخذت ذمام المبادرة في تصنيع السيارة الكهربائية، بما في ذلك توفير التسهيلات اللازمة للشحن السريع لمثل هذه السيارة، على نحو يناسب المالك بما في ذلك توفير تلك التسهيلات في المحلات أو المجمعات التجارية، أو في محطات الشحن أو حتى في المكتب الذي يعمل فيه السائق. وحتى الآن لم تعلن نيسان عن سعر السيارة وان كان المسئولون في الشركة يشيرون إلى أن تكلفة السيارة ستكون مقاربة لسعر السيارة العادية التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي، بالإضافة إلى تكلفة تأجير متواضعة لبطاريتها التي تتكلف حوالي 10 آلاف دولارا. ويتوقع أن تسير السيارة حوالي 100 ميل (160 كيلو متر) في كل عملية شحنة للبطارية، يعتمد ذلك على الطريقة التي تتم بها قيادة السيارة. وتفكر نيسان في إدخال سيارتها السيدان في السنوات الخمس القادمة.
الخبر الذي أوردته بلومبرج أثار لدي ملاحظات كثيرة سأسرد الأهم منها في التالي:
- أولا: أن الميزانية التي رصدتها الحكومة الألمانية موجهة أساسا لدعم شركتي فولكس واجن وديلمر لكي تصبحا رائدتي العالم في مجال إنتاج السيارات البديلة. الخبر يوضح لنا بجلاء كيف تفكر حكومات العالم المتقدم لشركاتها، وتحرص على أن تكون تلك الشركات، حتى ولو كانت مملوكة للقطاع الخاص، الشركات الرائدة عالميا. وهو واجب أساسي لحكومات العالم نحو قطاع الأعمال، سواء العام أو الخاص، فيها.
- ثانيا: أتساءل ماذا لو أن الحكومة في الكويت هي التي أقدمت على تلك الخطوة؟ من المؤكد أنه لو أن الحكومة الكويتية قامت بإجراء مماثل ورصد ميزانية لدعم أحدى الشركات الخاصة في الكويت لقامت الدنيا ولم تقعد، ولتم فورا استجواب الحكومة كلها بتهمة إهدار المال العام، فمتى ندرك أن لقطاع الأعمال الخاص أهمية في حياتنا وأنه في حاجة إلى دعمنا، وأنه أيضا في حاجة إلى أن نرسي، وبشفافية تامة، عليه كافة الصفقات الحكومية الخاصة بالمشروعات الكبرى مثل المصفاة الرابعة أو الداو، بدون أدنى حساسية أيا كان نوعها، وأننا يجب أن نهيئه ليلعب الدور الأساسي في حياتنا كمنتج وكموظف وكمولد للدخل.
- ثالثا: عندما تقوم الحكومات برصد ميزانيات لدعم شركات خاصة، فان ذلك لا يشكل هدرا للمال العام، كما يتصور البعض، بل على العكس تماما، تتعاظم العوائد المستقبلية على تلك الموارد بصورة مباشرة أو غير مباشرة. على سبيل المثال فإن الميزانية التي رصدتها الحكومة الألمانية لن تذهب هكذا هباءا، فمن المؤكد أنه سوف يكون لها عوائد ضخمة على المستوى الاقتصادي الكلي، تفوق ما تم رصده مئات المرات وفي صور عديدة منها رفع معدلات الابتكار في مجالات السيارات البديلة، وزيادة في معدلات التوظف، ومن ثم في مستويات الدخول سواء من مصادر الأجور أو الأرباح أو حتى الضرائب، ورفع درجة التشابك الاقتصادي بين القطاعات الاقتصادية المختلفة، فمن المؤكد أن تطوير صناعات السيارات التي تسير بالكهرباء سوف يتبعه زيادة في الطلب على منتجات القطاعات الأخرى التي تدعم عملية الإنتاج في هذه الصناعة، ومن ثم رفع في معدلات الإنتاج والتصدير والرفاهية بشكل عام.
- رابعا: أن الميزانية تمثل رد فعل سريع لحكومة تشعر بمسئوليتها نحو اقتصادها الوطني وتحرص على أن تضعه دائما في أعلى قائمة اقتصاديات العالم، فالحكومة الألمانية وبمجرد استشعارها بحدوث تطور في تقنيات إنتاج السيارات البديلة في العالم، ولأنها تعلم أن ألمانيا من الدول الرائدة في إنتاج السيارات، فإنها لا ترغب في أن ترى صناعة السيارات فيها تتخلف عن باقي دول العالم في هذا المضمار، ذلك أن الحفاظ على القدرات التنافسية للاقتصاديات الوطنية مسئولية أساسية للحكومة في عالم اليوم.
- خامسا: وهو الأهم والأخطر، من وجهة نظري، من الواضح أن العالم يستعد حاليا لأن يقول لنا قريبا "وداعا دول الخليج"، وشكرا على الدور الذي مارستموه في حياتنا بتوفير النفط لنا، لتبدأ من بعدها حقبة زمنية مختلفة تماما بالنسبة لنا، يبدأ عندها اللون الذي كان العالم يحرص على أن يضعه لتلك البقعة من العالم على خريطته في أن يبهت بمرور الوقت. ما هي معالم تلك الفترة؟، ببساطة شديدة، معالم مرعبة ليس هناك مجال الآن للحديث عنها.
- سادسا: للمرة المليون يا ناس يا عالم يا هوه يا خلق الله متى نفيق من ثباتنا العميق؟ وندرك أن البقاء في هذا العالم لعبة جادة وخطيرة وتتطلب منا كل الجهد لكي نطور من قدراتنا ونعزز من إمكانياتنا وننوع من مصادر الدخل لدينا، ونقلل من اعتمادنا على النفط، حتى لا نظل تحت رحمة مطرقته التي تدقنا بعنف.
الأزمة العالمية تدمر صناعة النقل بالحاويات
الحل الأسهل لوقف نزيف الخسائر الذي تتعرض له شركات النقل البحري هو في تدمير تلك السفن في مواقع اعادة التدوير، وهذا ما تفعله شركات النقل البحري حاليا. الشكل التالي يوضح أعداد سفن حاويات النقل البحري التي تم تدميرها بدءا من مطلع هذا العام. لاحظ انه في يوليو الماضي تم تدمير حوالي 60000 سفينة حاويات للنقل البحري متوقفة عن العمل في العالم. عمليات تدمير تلك السفن وإعادة تدويرها تتم أساسا في آسيا، وتحديدا في الهند وبنجلاديش وباكستان والصين.
بالمناسبة لماذا لا نحول أحد جزرنا الخاملة إلى معمل لعمليات تدوير سفن النقل البحري؟، مجرد فكرة لمشروع استثماري أهديها للحكومة أو لرجل أعمال جرئ، ليس أكثر.
المصدر: http://paul.kedrosky.com/archives/2009/08/destroying_mark.html
سهم جوجل: أداء خمس سنوات في البورصة
الشكل التالي يوضح تطورات سهم شركة جوجل خلال الخمس سنوات السابقة منذ إدراجه في البورصة في 2004. سعر سهم جوجل اليوم هو 444 دولارا تقريبا، أي أن حملة سهم جوجل قد حققوا 340% زيادة في ثرواتهم بفعل الأداء المميز للسهم. في نوفمبر 2007، بلغ سعر سهم جوجل 747 دولارا تقريبا وهو أعلى سعر بلغه السهم في تاريخه، ثم أخذ في التراجع بفعل الأزمة المالية حتى بلغ حوالي 247 دولارا في نوفمبر 2008، وهو أدنى سعر بلغه سهم جوجل حتى الآن. غير أنه منذ ذلك التاريخ وسهم جوجل كما يتضح من الشكل يواصل الارتفاع بشكل حثيث، برافو جوجل ولحملة سهم جوجل "عليكم بالعافية". أدري أن حملة الأسهم الخاسرة يقولون حاليا "جتنا نيله في حظنا الهباب". هذه ليست دعوة لشراء سهم جوجل، أو أي سهم، فالبورصات في العالم أصبحت الآن أشبه بصالات للقمار منها كساحة للاستثمار، وسوف أكتب لاحقا عن ذلك. أنا شخصيا لا أستثمر أموالي في الأسهم ولا أقترب منها أبدا، حتى في أحلامي، إستراتيجيتي الشخصية هي "الاستثمار الآمن ولو بمعدل عائد منخفض". أنا لا أدعي أن إستراتيجيتي الاستثمارية هي الإستراتيجية الصحيحة، بالعكس، لو فعل كل الناس مثلي لما تمكنت الشركات من إصدار أسهم في البورصة ولأصبحت البنوك هي السبيل الأول لتمويل الاحتياجات التمويلية للشركات. ولكني أنتمي لفئة متجنبي المخاطرة Risk averters وبصورة شديدة.
مصدر الشكل البياني: http://www.businessinsider.com/chart-of-the-day-googles-5-year-run-2009-8
الأربعاء، أغسطس ١٩، ٢٠٠٩
هل بدأ الاقتصاد الأمريكي الخروج من الكساد؟
انكماش الأسعار
الشكلين التاليين يوضحان المستوى العام للأسعار في الولايات المتحدة وفقا لمؤشر الرقم القياسي لأسعار المنتجين (أو أسعار التكلفة للسلع والخدمات المختلفة التي تشكل مكونات سلة الرقم القياسي للأسعار)، الشكل رقم 1 يوضح معدل التغير في الرقم القياسي لأسعار المنتجين للسلع النهائية بما في ذلك أسعار الوقود والغذاء، أخذا في الاعتبار أن عام 1982 هو سنة الأساس. ومن الشكل يلاحظ أنه خلال العام الماضي انخفضت الأسعار وفقا لمؤشر الرقم القياسي لأسعار المنتجين بأكثر من 15%.
الشكل رقم 2 يوضح معدل التغير في الرقم القياسي لأسعار السلع الوسيطة (المواد الخام والسلع الوسيطة الأخرى التي يتم استخدامها في إنتاج السلع والخدمات)، ومن الشكل يلاحظ أن المسبب الرئيسي للانخفاض الأسعار هو ميل أسعار هذه السلع نحو الانخفاض بحوالي 20% خلال العام الماضي. غير أن الشكل يشير إلى معلومة هامة وهي أنه من بين السلع النهائية فان أهم مجموعتين تراجعت أسعارهما هما الوقود والغذاء، وأنه بفصل هاتين المجموعتين من السلع فان انخفاض أسعار السلع الأخرى يعد محدودا (انظر إلى المنحنى الأزرق في الشكل). بشكل عام يمكن القول وبقدر كبير من الثقة أننا نعيش حاليا حالة انكماش سعري.
مصدر الاشكال البيانية: http://www.businessinsider.com/henry-blodget-hello-deflation-2009-8
الثلاثاء، أغسطس ١٨، ٢٠٠٩
الانترنت يقضي على خدمات البريد
قريبا سوف ندخل منطقة السوق المركزي ونشير إلى مكان ما في المنطقة لنقول "هنا كان موقع مكتب البريد" فمع دخول الانترنت حياتنا انخفضت حاجاتنا إلى ساعي البريد بصورة جوهرية، ومع بطئ وتعقد وطول إجراءات إرسال الرسائل عبر مكاتب البريد الحكومية خرجت علينا شركات متخصصة، الله يسامحها فيما تحصل عليه من أتعاب، لكي تريحنا من عناء التعامل مع مكتب البريد الحكومي. لا غرابة إذن في أن تنخفض معاملات مكاتب البريد بصورة كبيرة، إلى الحد الذي أصبحنا معه عندما تدخل مكتب للبريد، ينتابنا شعور بالحسد على الذين يعملون فيه، محظوظون هؤلاء بدخول الانترنت وشركات البريد الخاصة، بعد أن كانت الطوابير هي السمة الأساسية لأي مكتب للبريد.
الحكومة الأمريكية تفكر حاليا في إغلاق المزيد من مكاتب البريد، بعد أن بلغت خسائر خدمة البريد 7 مليار دولار لهذا العام. تأتي هذه الخطوات لتكمل ما بدأته الحكومة الأمريكية منذ فترة في تقليص نطاق أعمال خدمة البريد العام، فقد تم الاستغناء عن 150000 موظف في البريد منذ عام 2000 حتى اليوم، كما تم نقل المئات من صناديق البريد لتوفير التكاليف. حاليا تفكر الحكومة الأمريكية في إغلاق حوالي 700 مكتب للبريد هذا العام، وإعداد خطة لدمج أعمال المكاتب الأخرى. رحمة الله على البريد الحكومي.
فقاعة الأسهم الأمريكية مرة أخرى
المصدر: http://bespokeinvest.typepad.com/bespoke/2009/08/sp-500-pe-ratio-nearly-doubles.html
جوجل تحتكر صناعة البحث على الهاتف النقال أيضا
المصدر: http://www.businessinsider.com/chart-of-the-day-google-running-away-with-mobile-search-too-2009-8
هل نحتاج الى أن نتعلم اللغة الصينية الآن
ربما يكون لدى ماديسون أسبابه الخاصة للحكم على سرعة تأهل الصين لتحتل المركز الرائد اقتصاديا على المستوى العالمي، ولكني شخصيا أرى أن هذه التوقع مبالغا فيه، فما زال أمام الصين الكثير حتى تصبح مؤهلة لأن تركل العملاق الأمريكي من على عرش الريادة الاقتصادية للعالم. الحقائق على أرض الواقع ربما لا تؤيد ما ذهب إليه ماديسون، قد يبدو الأداء الصيني مبهرا من الناحية الرقمية، ولكن ذلك لم ينعكس على مستويات الدخول والمعيشة للمواطن الصيني، خصوصا في المناطق الغير حضرية، والتي تشكل المساحة الأعظم من الصين. الفوارق الإقليمية في الصين ما زالت هائلة، وما زال أمام الصين وقت طويل من الاستثمار في البنية التحتية حتى تحقق التوازن الإقليمي المطلوب. وما زال أمام الصين وقتا طويلا لكي ترتفع مستويات الدخول والاستهلاك إلى تلك التي تتماشى مع مستويات العملاق الأمريكي. العملاق الأمريكي استغرق حوالي قرن وربع من النمو الاقتصادي المستمر لكي يتربع على عرش العالم الاقتصادي، والاقتصاد الصيني ربما لا يحتاج إلى فترة مماثلة، ولكن من المؤكد انه يحتاج لفترة طويلة من النمو الاقتصادي المرتفع والمستمر في ذات الوقت.
ولكن للأمانة لا بد وأن نشير إلى أن عبارة "صنع في الصين Made in China" عبارة أصبحنا نجدها على كل شيء حولنا تقريبا، حتى الكوب الفرعوني الذي أتناول فيه الشاي وأنا أكتب هذه الرسالة، والذي كنت أظنه مصنوعا في مصر، اكتشفت الآن فقط أنه هو الآخر مصنوع في الصين. من الآن وحتى يصل العملاق الصيني إلى القمة الموعودة، نحتاج إلى أن نتعلم اللغة الصينية، للتعامل مع المعطيات التي سيفرضها هذا الواقع الصيني على العالم، دعوني اختم هذه الرسالة بجملة صينية 布拉沃對中國، والتي تعني برافو للصين. بالمناسبة أنا لا أعرف اللغة الصينية، هذا ما أعطاني إياه المترجم على جوجل للعبارة العربية. يبدو أن اللغة الصينية لن تكون لغة سهلة التعلم، فحروفها شبيهة باللغة الهيروغليفية، وان كنت أرى أن الحروف الهيروغليفية ابسط بكثير.
للحصول على نسخة من بعض أعمال انجاس ماديسون يمكن زيارة صفحته الشخصية على الرابط التالي: http://www.ggdc.net/maddison/
لننتبه: النفط سينفد بسرعة أكبر مما نتوقع
ماذا تعني عبارة ذروة الإنتاج العالمي من النفط، إنها ببساطة شديدة تعني أن العالم سيواجه اختلالا جوهريا في موازين الطلب والعرض من النفط، ذلك أن الطلب المتزايد على الطاقة لن يتم الوفاء به ببساطة من خلال زيادة المعروض من الإنتاج النفطي، وذلك لبدء تراجع القدرات الإنتاجية النفطية في العالم. ويستند توقع الدكتور بيرول على أساس أن احتياطيات النفط في العالم تتراجع حاليا بمعدلات أعلى مما كان متوقع مسبقا، ومن ثم جاءت التنبؤات التي قام بها بيرول مختلفة عن معظم التنبؤات السائدة حاليا والتي كانت تتوقع أن يبدأ العد العكسي لإنتاج النفط في العالم في سنة 2030، لذلك يحاول بيرول في المقابلة أن يدق ناقوس الخطر للعالم لكي يستعد بشكل أكبر لنفاد النفط، وأن يبدأ خطط الاستعداد لتوفير بدائل الطاقة النفطية بصورة أسرع وبشكل أكثر جدية حتي يتجنب العالم الآثار الكارثية لنفاد النفط، بصفة خاصة على أسعار النفط. بالنسبة لي لا أرى فارقا زمنيا كبيرا بين أن يصل الإنتاج العالمي للنفط إلى قمته في 2020 أو في 2030، أنا انظر بمنظار زمني أطول، أنا أنظر في إطار المدى الزمني لدولة هي الكويت، ووفقا لهذا المنظار فان عشر سنوات هي لحظة زمنية قصيرة جدا في تاريخنا.
من وجهة نظر بيرول فان اختلالات الطلب والعرض في السوق العالمي للنفط سوف تدفع بأسعار النفط إلى الارتفاع لمستويات عالية قد تهدد عملية استعادة النشاط الاقتصادي من الأزمة الحالية في العالم بسرعة وبأمان. ولتوضيح ذلك يعرض بيرول سيناريوهين لتوازنات الطلب والعرض من النفط، الأول يقوم على أنه في حالة ثبات الطلب العالمي على النفط عند مستوياته الحالية فإن العالم سوف يحتاج في المستقبل إلى أربع دول جديدة تنتج من النفط ما يعادل إنتاج المملكة العربية السعودية، أما إذا استمر الطلب العالمي على النفط في التزايد، فان العالم سوف يحتاج إلى ست دول نفطية جديدة تنتج من النفط ما يعادل إنتاج المملكة من الآن وحتى عام 2030. من الناحية المادية فان احتمال تحقق سيناريوهات العرض هذه يعد مستحيلا، أخذا في الاعتبار مستويات الاحتياطي المحدود من النفط في العالم. غير أنه تنبغي الإشارة إلى أن البعض يرى أن عملية التنبؤ بالنقطة الزمنية التي يصل فيها إنتاج النفط إلى القمة غير صحيحة، لأنه يصعب من الناحية العملية التنبؤ بها لأن هناك درجة كبيرة من عدم التأكد المتعلق بحجم الاحتياطيات العالمية من النفط، وهو ما يجعل من المستحيل من الناحية الفنية القيام بذلك.
وفقا لبيرول فان الاحتياطي العالمي من النفط يتراجع حاليا بحوالي 7% سنويا، ماذا يعني ذلك؟ إن ذلك يعني أن هناك مشكلة عرض خطيرة يمكن أن يواجهها العالم في المستقبل القريب إذا صدقت هذه التنبؤات، وسوف تدفع هذه الاختلالات بسعر النفط نحو السماء، ويتوقع بيرول أن سعر النفط ربما يصل إلى 200 دولارا في 2013، أعلم أن البعض سوف يسر لهذه الأخبار السعيدة عن أسعار النفط، ولكن هذه التوقعات لا تسرني، لأنها ببساطة شديدة تعد بمثابة إعلان بداية النهاية للحقبة النفطية في الكويت، وبداية حقبة جديدة لن يكون فيها النفط هو مصدر الدخل.
عزيزي القارئ أتدرك الآن لماذا أنادي من وقت لآخر بأن نفيق من ثباتنا العميق وأن ننتبه بصورة أكبر إلى مستقبلنا واستمرار وجودنا في هذا البلد، ماذا نحن فاعلون بعد أن ينفذ النفط؟ سؤال سألته على الملأ أكثر من ألف مرة، بالنسبة لي هو سؤال البليون دولار، والذي للأسف لا أجد عليه إجابة حاليا، ومما يثير دهشتي البالغة أنه لا أحد يفكر، مجرد يفكر، في أن يحاول أن يجد إجابة له، لا أحد!!.
هل لأنه ليس هناك إجابة جاهزة لهذا السؤال؟ أم لأن الموضوع أصعب من أن نجد له إجابة؟ أم أن لدينا خططا إستراتيجية سرية لا يجوز الكشف عنها حول استعداداتنا لهذا اليوم؟ أم لأننا ببساطة حزمنا حقائبنا ودبرنا أمورنا وحجزنا تذاكرنا على أول طائرة لنغادر الكويت في هذا اليوم. لا أرى أي مشكلة بالنسبة لمن يستطيعون تأمين حياة لهم ولأسرهم خارج الكويت، مشكلتي الأساسية هي فيمن لا يستطيعون وليس لديهم الإمكانيات المادية لكي يقومون بذلك، أو ليس لديهم القدرة التنافسية في أن يجدوا عملا يوفر لهم دخلا كريما خارج الكويت، ماذا سيفعل هؤلاء؟ سؤال أوجهه لمن يستعدون للمغادرة، هل سنتركهم وراءنا ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم؟، أم ماذا؟ متى نتوقف عن هدر ثروتنا النفطية في تمويل استهلاكنا الترفي، ونستغل هذه الثروة في إيجاد بديل آخر للدخل غير النفط؟ سؤال بسيط ما زال ينتظر الإجابة، ولكن للأسف ليس هناك وقت كاف للإجابة.
روابط:
http://www.boom2bust.com/2009/08/05/iea-economist-warns-of-peak-oil-production-by-2020
الاثنين، أغسطس ١٧، ٢٠٠٩
تقييم الأسهم الأمريكية
الرقم القياسي لساعات العمل في فترات الكساد
الشكل التالي يوضح الرقم القياسي لعدد ساعات العمل في القطاع الصناعي الخاص في فترات الكساد التي مرت على الاقتصاد الأمريكي منذ السبعينيات. ومن الشكل يلاحظ مدى عمق الأزمة الحالية، حيث انخفض الرقم القياسي لعدد ساعات العمل في الأزمة الحالية بصورة أكبر من أية أزمة كساد أخرى مر بها الاقتصاد الأمريكي خلال الأربع عقود الماضية. لاحظ أيضا أن الرقم القياسي لساعات العمل خلال الثلاث أشهر الأخيرة مال نحو الثبات تقريبا. ماذا يعني ذلك؟ إن ذلك يعني أنه إذا تحسنت مستويات الإنتاجية في الاقتصاد الأمريكي، فربما نشهد معدلات نمو موجبة لأول مرة في الاقتصاد الأمريكي وذلك منذ أن بدأت الأزمة.
كيف يسمح ببيع البنزين في قنينة في الكويت
كنت قد نسيت تلك القصة التي حدثت لي منذ ربع قرن تقريبا، حتى قرأت تفاصيل فاجعة حريق العرس التي حدثت في الجهراء وأودت بحياة 43 ضحية حتى الآن. فوفقا لوزارة الداخلية اعترفت طليقة المعرس السابقة بأنها هي التي قامت بإحراق خيمة العرس بعد أن أضرمت النار في الخيمة انتقاما من المعرس الذي كان زوجها سابقا، وأنها أشعلت الحريق من خلال شراء بنزين في قنينة بمبلغ 100 فلس (حسب ما ورد في جريدة القبس اليوم 17/8/2009)، من إحدى محطات بيع الوقود ثم قامت بسكب البنزين على الخيمة وأشعلت فيها النار، والتفاصيل الأخرى طبعا معلومة. فقط 100 فلس هي كل ما احتاجته تلك المرأة لكي تحدث مأساة إنسانية مروعة وآلاما هائلة لأسر ضحايا أبرياء، لا يعلم مداها إلا الله.
عندما قرأت تفاصيل الحادث المروع تذكرت قصة محاولتي شراء البنزين في قنينة في بريطانيا، وفطنت لأول مرة إلى السبب الحقيقي الذي يمنع محطات الوقود في الخارج من أن تبيع الوقود خارج نطاق استعمال السيارات، وأدركت أن مسئول محطة الوقود كان محقا تماما عندما رفض أن يبيعني هذه المادة الخطرة في قنينة، والآن أنا أشكره، إذا كان على قيد الحياة، على رفضه القاطع أن يبيعني البنزين. البنزين كما يعلم الجميع مادة سريعة الاشتعال وتحدث آثارا مادية مدمرة إذا ما استخدمت في إضرام حريق، وعندما نسمح ببيع هذه المادة الخطرة بصورة حرة، كما حدث مع طليقة المعرس السابقة، فإننا نكون بمثابة الذي يسمح ببيع الديناميت للناس بصورة حرة وبدون أي قيود.
بيع البنزين السائب يعد إذن ثغرة من ثغرات عمل محطات بيع الوقود، وحادث الجهراء يوضح بصورة جلية ماذا يمكن أن يترتب عليه من آثار مدمرة، والله وحده يعلم كم حريق تم إشعاله في الكويت بطريقة مماثلة. أعتقد أن الوقت قد حان الآن لكي تقوم وزارة التجارة بتشديد الرقابة على عمليات بيع هذه المادة الخطرة خارج نطاق تعبئة السيارات، وأن تتخذ إجراءات صارمة تحول دون بيع البنزين خارج نطاق تعبئة السيارات، وأن يوقع كل من يقوم بشراء الوقود خارج نطاق تعبئة السيارات على مستند أمني خاص مصحوبا بالمعلومات المفصلة عنه وعن مكان إقامته والغرض الذي سيتم استخدام البنزين فيه .. الخ، للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة. أعتقد أن هذه الخطوة هي أقل اعتذار يمكن تقديمه لأسر الضحايا عن ثغرة بسيطة في القانون، لكنها للأسف أودت بحياة 43 ضحية حتى هذه اللحظة. مع بالغ عزائي لأسر الضحايا ودعواتي إلى الله أن يخفف عنهم وأن يرحم ذويهم وأن يأجرهم في مصيبتهم وأن يحشر أحباءهم مع الشهداء والصالحين إنه سميع مجيب الدعاء.
الأحد، أغسطس ١٦، ٢٠٠٩
متى تتم استعادة النشاط الاقتصادي
وفقا للشكلين فإن آخر البيانات المتوافرة عن أعداد المساكن الجديدة ومبيعات السيارات تشير إلى تزايد هذين المؤشرين، وهو ما يعني أن مرحلة استعادة النشاط الاقتصادي قد بدأت وأن الاقتصاد الأمريكي على أعتاب الخروج من حالة الكساد، غير أنه بما أن معدل البطالة له فترة تأخير بالنسبة لهذه المؤشرات السباقة، فمازال هناك المزيد من الوقت أمام معدل البطالة لكي ينخفض بصورة جوهرية في الولايات المتحدة، هذا ما تشير إليه البيانات المتاحة عن فترات الكساد الاقتصادي السابقة.
روابط: http://www.calculatedriskblog.com/2009/08/housing-starts-and-unemployment-rate.html
http://fora.tv/2009/08/05/Entrepreneurism_Begin_With_The_End_In_Mind_Jon_Fisher#fullprogram
نسبة مساهمة الإناث في قوة العمل الأمريكية
وفقا لبيانات وزارة العمل الأمريكية فان هناك حوالي 10 مليون عامل من الذكور أكثر من العمال من الإناث. غير أن معدلات البطالة بين العمال الذكور تميل إلى أن تكون أعلى من معدلات البطالة بين العمال من الإناث. إذا اخذنا هذين المؤشرين في الاعتبار فمن الممكن أن ترتفع نسبة العاملات إلى العاملين في قوة العمل الأمريكية، من يدري!.
السبت، أغسطس ١٥، ٢٠٠٩
البنوك المفلسة في أمريكا ترتفع إلى 77 بنكا
المصدر: http://www.calculatedriskblog.com/2009/08/fdic-bank-failure-update_15.html
الجمعة، أغسطس ١٤، ٢٠٠٩
توزيع الدخل يزداد سوءا في الولايات المتحدة
وفقا لدراسة سايز فأن نصيب أعلي 0.1% من الأمريكيين من الدخل في عام 2007 يصل إلى حوالي 37% من إجمالي الدخل في الولايات المتحدة كما يتضح من الشكل رقم (1) أدناه. من ناحية أخرى فان الشكل رقم (2) يوضح نصيب أعلى 10% من الأمريكيين من الدخل في الولايات المتحدة، أخذا في الاعتبار الأرباح الرأسمالية نتيجة ارتفاع أسعار الأصول وبدونها، فإذا ما تم إدراج العوائد الرأسمالية فان نصيب أعلى 10% من الأمريكيين من الدخل يصل إلى حوالي 50% من إجمالي الدخل في الولايات المتحدة. وأخيرا فان الشكل رقم (3) يوضح بصورة أكثر تفصيلا نصيب الفئات الدخلية العليا من إجمالي الدخل، وهم الفئات أعلى 1% من الدخل والفئات أعلى 1-5% من الدخل والفئات أعلى 5-10% من الدخل في الولايات المتحدة. أن يحصل أصحاب أعلى 10% من الدخول على 50% من إجمالي الدخل المولد في الدولة فان ذلك يعكس خللا واضحا في توزيع الدخل. الجدير بالذكر أنه منذ تولي رونالد ريجان رئاسة الولايات المتحدة وتوزيع الدخل يشهد تراجعا واضحا كما تشير الى ذلك الاشكال البيانية.
على الرغم من عدم توافر بيانات تفصيلية عن توزيع الدخل بين الفئات الدخلية المختلفة في الكويت بالصورة التي تعرضها بيانات سايز، إلا أن الملاحظة الفردية العامة تشير إلى أنه من المؤكد أننا نتمتع بهيكل أكثر عدالة لتوزيع الدخل في الكويت من الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من كثرة الحديث عمن يدعوا بالهوامير، نظرا لأن المصدر الأساسي للدخل المولد في الكويت هو مورد عام، وتحاول الدولة ان ترد الجانب الاكبر من ايرادات هذا المورد لصالح جموع الشعب. للمرة المليون الحمد لله أننا نعيش في الكويت.
الشكل رقم (2) نصيب أعلى 0.1% من الدخل في الولايات المتحدة
http://elsa.berkeley.edu/~saez/
الصادرات الصينية في تراجع مستمر
المصدر: http://www.bloomberg.com/apps/news?pid=20601087&sid=aLEXwKJ92zvo
أسعار المساكن في الولايات المتحدة
الخميس، أغسطس ١٣، ٢٠٠٩
الميزانية الأمريكية
الشكل التالي يوضح تطور وضع الميزانية العامة للولايات المتحدة الأمريكية خلال الـ 12 عاما الأخيرة، بما فيها فترة الأزمة المالية، ويلاحظ من الشكل أن أوضاع الميزانية الأمريكية قد تدهورت بصورة واضحة منذ اندلاع الأزمة في العام الماضي. فالنفقات الأمريكية تزايدت بنسبة 20%، وهو أعلى معدل لنمو النفقات منذ عام 1976، في الوقت الذي تراجعت فيه الإيرادات بحوالي 15%، مما يعني اتساع الفجوة بين الإيرادات والنفقات، وتمثل هذه الفجوة حاليا أعلى مستوياتها في التاريخ الأمريكي. يتوقع مع اكتمال العام أن يصل عجز الميزانية الأمريكية إلى حوالي 2 تريليون دولار، وهو بالتأكيد رقم فلكي.
صناعة النقل الجوي والأزمة
التعافي من الأزمة الحالية مقارنة بالأزمات السابقة
الفجوة التمويلية ومعدل البطالة
مع بداية حدوث الأزمة المالية أخذت الفجوة التمويلية للشركات في التحول إلى الجانب السالب، مما يعني أن المنشآت بشكل عام لديها كميات كافية من التمويل اللازمة للتوسع الرأسمالي بدون حاجة إلى تمويل خارجي، ومن ثم تعد الفجوة التمويلية السالبة في هذه الحالة تعبيرا عن انخفاض الطلب على الاقتراض من قبل قطاع الأعمال. غير أنه مع تعمق مستويات الأزمة المالية العالمية حدثت ظاهرة غريبة تتمثل في حدوث فجوة تمويلية سالبة لدى الشركات وفي ذات الوقت أخذت البطالة في التصاعد، وهو ما يعكس تفضيل الشركات عدم الإنفاق الرأسمالي في ظل ارتفاع مستويات المخاطرة المصاحبة للازمة، ومن ثم زيادة معدلات البطالة، كما يتضح من الشكل التالي الذي يوضح العلاقة بين الفجوة التمويليلة للشركات ومعدل البطالة في الولايات المتحدة.
المصدر: http://www.businessinsider.com/chart-of-the-day-financing-gap-vs-unemployment-rate-2009-8
الأربعاء، أغسطس ١٢، ٢٠٠٩
مطلوب فقدان 300 شخص وطائرة
الثلاثاء، أغسطس ١١، ٢٠٠٩
هل يمكن القيام بتنبؤات دقيقة للمستقبل
إذا كانت البيانات الفعلية بعيدة عن التنبؤات بصورة واضحة، فان الوقت والجهد الذي تم بذله في بناء تلك التنبؤات هو بمثابة وقت وجهد ضائع، والموارد التي تم استخدامها في إجراء هذه التنبؤات هي موارد ضائعة، الشكل التالي يوضح تنبؤات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة خلال الفترة من 1982 إلى 2009 (المتوسط المتحرك لأربع فترات ربع سنوية)، ومن الواضح من الشكل أن التنبؤات التي بناءها لمعدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة تختلف تماما عن البيانات الفعلية لمعدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي. ماذا يوحي هذا الشكل إذن، ببساطة شديدة هو أن الاقتصاديون لا يملكون مهارة التنبؤ بشكل صحيح.
الأحد، أغسطس ٠٩، ٢٠٠٩
هل أصبحت البورصة مجرد حلبة للمضاربة
متى تخرج الكويت من الأزمة الاقتصادية الحالية
وبصفة عامة يأتي تأثير الأزمة المالية على الكويت أساسا من تأثر أوضاعها الاقتصادية الخارجية وتراجع أسعار النفط، المصدر الرئيس للدخل بالتبعية، صحيح أن الأزمة قد كشفت عن أوضاع سيئة كان القطاع المالي في الكويت غارقا فيها، إلا أن تأثير تلك الأوضاع انكشف أساسا بسبب الأزمة وليس بسبب تلك الأوضاع. الأزمة المالية في الكويت ليست إذن صناعة محلية، ومن ثم فإننا لن نستطيع الحكم على ما إذا كانت الكويت قد تجاوزت الأزمة المالية العالمية قبل أن تجتاز دول العالم الصناعي والدول الرئيسية الناشئة الأزمة المالية، وبصفة خاصة الولايات المتحدة الأمريكية (مركز الأزمة) تلك الأزمة. عندما يجتاز العالم الصناعي والدول الناشئة الأزمة المالية العالمية سيعاود النمو في النشاط الاقتصادي مستوياته الطبيعية قبل الأزمة، وهو ما يحفز من مستويات الطلب على النفط ليعود إلى معدلاته المرتفعة مرة أخرى، ومن ثم ترتفع مستويات أسعار النفط الخام، الأمر الذي سوف ينعكس إيجابا على إيرادات الكويت من الصادرات النفطية. هذا التحول سوف يحدث اثرين ايجابيين جوهريين على اقتصاد الكويت يساعدانها على اجتياز الأزمة بسرعة وهما:
الأول هو إعادة تعبئة الإيرادات العامة للدولة، مما سيشجع الحكومة على وضع خطط إنفاق أوسع، بصفة خاصة فيما يتعلق بالإنفاق الاستثماري العام اعتمادا على الإيرادات المرتفعة من النفط، وهو ما يمكن الكويت من تبني برامج توسعية للإنفاق العام لكي تحفز مستويات النشاط الاقتصادي المحلي بصفة خاصة في القطاع غير النفطي.
الثاني هو دعم التوقعات التفاؤلية حول اتجاهات النشاط الاقتصادي المحلي، وهو ما سينعكس على أسعار الأصول، بصفة خاصة أسعار الأسهم وأسعار الأصول العقارية. وعندما يحدث ذلك سوف تتزايد مستويات الاستثمار الخاص مدفوعة بالتوقعات التفاؤلية من ناحية وبارتفاع قيمة الأصول التي يمكن ان تقدم كرهون للقروض اللازمة لأغراض الاستثمار من ناحية أخرى، أكثر من ذلك فان تدعم أسعار الأسهم في البورصة سوف يشجع الشركات على المزيد من الاستثمار وزيادة رؤوس أموالها نظرا لانخفاض تكلفة التوسع الرأسمالي في ظل ارتفاع أسعار الأسهم، وهو ما يعرف بأثر بمعامل Q، وخصوصا إذا صاحب ذلك إتباع سياسات نقدية ملائمة.
باختصار علينا إذن انتظار الأخبار الجيدة عن اقتصاديات العالم الصناعي قبل أن نتحدث عن أي تجاوز لأثر الأزمة المالية العالمية على اقتصاد دولة الكويت. لحسن الحظ فإن التدفقات الحديثة للمعلومات المتاحة، بصفة خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، تدعم وجهة النظر التفاؤلية السائدة في العالم حاليا بان نقطة التحول في مسار الكساد العالمي قد بدأت في العمل، وان المؤشرات الأساسية مثل معدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي والبطالة في تحسن، وبصورة تفوق التوقعات. ولكن لماذا الاقتصاد الأمريكي بالذات؟ الإجابة ببساطة هي أن الاقتصاد الأمريكي هو اكبر اقتصاد في العالم، ومن ثم يعد الاقتصاد الرائد في الاتجاهات العالمية للنشاط الاقتصادي، وتشير دروس التاريخ الاقتصادي الحديث للأزمات الاقتصادية أن الاقتصاد الأمريكي كان دائما ما يمثل مركز الأزمة، أي أن الأزمات تبدأ منه، كما أن خروج الاقتصاد العالمي من الأزمات يبدأ عندما تخرج الولايات المتحدة من الأزمات. معنى ذلك أن الاقتصاد الأمريكي هو مفتاح بداية الأزمة ومفتاح الخروج منها.
في الأول من أغسطس أعلن مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي مراجعته المكثفة لبيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة في الربع الثاني من هذا العام، ووفقا للمكتب فإن معدل انخفاض النمو في الناتج في الربع الثاني من هذا العام قدر بـ 1% فقط مقارنة بانخفاض في معدل النمو قدره 6.4% في الربع الأول من هذا العام وهو تطور هام جدا، ويعزز التوقعات بأن مسار الكساد الحالي في الولايات المتحدة يأخذ شكل حرف V، أي انخفاض حاد في النشاط الاقتصادي، يعقبه ارتفاع سريع في معدلات النمو، وقد كان من المتوقع أن يكون انخفاض معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في الربع الثاني من هذا العام بحوالي 1.4%، مما يعني أن المحقق من معدلات النمو في الناتج المحلي الأمريكي كان أفضل من المتوقع. صحيح أن معدلات نمو بعض مكونات الإنفاق المحلي الأمريكي وفقا للبيانات التفصيلية لمكتب التحليل الاقتصادي جاءت غير موائمة، بصفة خاصة فيما يتعلق باتجاهات الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، إلا أن استمرار تحسن معدلات النمو الاقتصادي سوف ينعكس إيجابا على تلك المؤشرات بسرعة، ومع ذلك فإنه حتى بالنسبة لمكونات الإنفاق فإن تراجع معدلات النمو في تلك المؤشرات جاءت أفضل من المتوقع.
كذلك نشرت وزارة العمل في الولايات المتحدة في السابع من هذا الشهر آخر المعلومات عن معدل البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد حمل ذلك مزيدا من الأخبار السارة عن سوق العمل الأمريكي حيث تراجع معدل البطالة لأول مرة منذ ابريل 2008 في الولايات المتحدة، وذلك من 9.5% إلى 9.4% خلال يوليو من هذا العام، الأمر الذي دفع بالرئيس الأمريكي أوباما إلى التصريح بأن الولايات المتحدة أصبحت ترى نهاية النفق، وان سياسات التحفيز الاقتصادي التي اتبعها قد بدأت تؤتي أوكلها.
بالنسبة لي الأخبار الجيدة لا بد وأن تستمر على نفس المنوال لفترة زمنية أطول حتى تزداد ثقتنا بأن الأسوأ في الأزمة ربما قد يكون أصبح وراء ظهورنا، نحتاج إذن إلى أن ننتظر فترة أطول لنرى الاتجاه العام الايجابي للمؤشرات الاقتصادية لكي نحكم بالفعل على ما إذا كان الكساد الذي تعاني منه الولايات المتحدة قد انتهى أم لا، ومما لا شك فيه أن انعكاس تراجع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي مؤشر مهم، لكن لا بد من أخذ كافة المؤشرات الاقتصادية الأخرى في الاعتبار للحكم على مدى انعكاس اتجاه الأزمة، بصفة خاصة بالنسبة لتطورات أوضاع القطاع المالي في الولايات المتحدة. هذه المؤشرات ما زالت أولية ولا تجزم بانتهاء الكساد وبدء انتعاش النشاط الاقتصادي فقد حدثت اتجاهات مماثلة أثناء الكساد العالمي الكبير (1929-1936)، ما زلنا في حاجة إلى المزيد من تلك الأخبار حتى تتدعم ثقتنا في اتجاهات النشاط الاقتصادي الأمريكي. إذا استمرت المؤشرات الحالية على هذا النحو، على الأقل في المستقبل القريب، فان ذلك سوف يعزز التوقعات الحالية ببدء انتهاء الأزمة الاقتصادية وخروج الاقتصاد الأمريكي من حالة الكساد، ومن ثم انتهاء الأزمة بالنسبة لهم وبالطبع بالنسبة لنا.
إذا استمرت الاتجاهات الحالية على هذا المنوال وبدأ الاقتصاد الأمريكي في الخروج من الأزمة، فمتي يخرج الاقتصاد الكويتي منها؟ هذا السؤال هام للغاية، ويصعب أيضا الإجابة عليه، ولكن تنبغي الإشارة إلى أن خروجنا من الأزمة في الكويت سوف يتأخر قليلا نظرا لديناميكيات عمل اقتصادنا المحلي الذي يعتمد أساسا على الإيرادات النفطية. إذ يجب أولا أن تتحسن أوضاع سوق النفط، بما ينعكس على نمو الإيرادات من صادرات النفط الخام، بحيث تحقق الكويت فائضا واضحا في الميزانية العامة الدولة، ثم تبدأ عمليات تحفيز النشاط الاقتصادي بفعل زيادة الإنفاق سواء أكان العام أو الخاص، وهو أمر ليس من المتوقع أن يتم قبل أن تنعكس أوضاع سوق النفط الخام بصورة جوهرية.