الأربعاء، أغسطس ١٢، ٢٠٠٩

مطلوب فقدان 300 شخص وطائرة

منذ عدة أيام نبه زميلي الدكتور طارق العلوي أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت في بابه شاطئ الكلمات في جريدة القبس إلى تدهور أوضاع السلامة الفنية لطائرات مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، واليوم الأربعاء 12/8/2009 طالعتنا جريدة القبس بتقرير أوسع عن الأوضاع المتردية في المؤسسة سواء الإدارية أو الفنية، وبصفة خاصة تزايد حالات الهبوط الاضطراري للطائرات التابعة للمؤسسة، وهو تقرير خطير في محتواه ويتطلب تحركا عاجلا للتأكد من صحة الأوضاع التي أشار إليها هذا التقرير ووضع خطة عاجلة لمعالجة تلك الأوضاع، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بسلامة الطيران المدني التي ليس فيها أي مجال للخطأ، لأن أي خطأ ولو صغير يكون مكلفا جدا، إنه ببساطة شديدة حياة حوالي 300 شخص وطائرة.
قناة ناشينوال جيوجرافيك التليفزيونية تقدم منذ فترة سلسلة مثيرة من الحلقات التي تتناول بالتحليل الدقيق حوادث الطيران المدني التي وقعت في العالم وأسبابها، ومن متابعة الحلقات نلاحظ أن الأسباب الرئيسية لسقوط الطائرات دائما ما تكون خطأ صغيرا جدا، غالبا ما يكون بسبب ضعف إجراءات الصيانة، أو تأجيلها لخفض التكاليف، أو بسبب الإهمال.. الخ، هذا الخطأ الصغير لا يلاحظه أحد على جسد الطائرة الكبيرة، إلا أنه يتحول إلى عملاق قاتل في الفضاء عندما ترتفع درجة الضغط الجوي إلى معدلات كبيرة.
ما المطلوب إذن لكي يتحرك المسئولون في المؤسسة؟ المطلوب ببساطة شديدة هو فقدان 300 راكب وطائرة!، لكي يتوافر الزخم المناسب واللازم لكي يتم التحرك السريع لمعالجة هذه الأوضاع، إلا أن هذا الثمن المنتظر للأسف باهظ جدا، ذلك أن فقدان حياة كل شخص من الـ 300 لا تقتصر آثاره عليه فقط بذاته، وإنما هو بمثابة مشروع معاناة لأسرته وأطفاله وقد تمتد آثار هذه المعاناة معهم حتى نهاية حياتهم. الحمد لله حتى هذه اللحظة لم يحدث أي حادث مؤسف لطائرات المؤسسة، وندعو الله لكافة طائراتها بالسلامة، ولكننا أيضا نطالب المؤسسة بأن تضطلع بمهام مسئوليتها في القيام بكل ما يلزم نحو سلامة طائراتها وركابها وقبل كل شيء لإنقاذ سمعتها من الآثار السلبية لمثل هذه التقارير، فماذا تنتظر المؤسسة.

هناك ٥ تعليقات:

  1. والله يا دكتور كلامك صحيح واتمنى من قلبي انهم ما ينتظرون مصيبه علشان يتحركون ويعدلون من وضع الطائرات
    ولكن للأسف بعض الاشخاص يقفون خلف فشل الكويتية لاطماع شخصية ومادية
    الله لا يسامح الى وراء كل هذا التخريب في الخطوط الجوية الكويتية

    ردحذف
  2. شكرا على تعليفك، وأنا كذلك معك أتمنى السلامة لطائرات الكويتية وركابها، وأدعو الله ان أن يلهم القائمين على الكويتية للتحرك بسرعة لحماية الارواح البريئة التي ليس لها أي ذنب فيما أشرت اليه. الموضوع فعلا خطير جدا ويدعو للقلق الشديد.

    ردحذف
  3. إن الوضع الحالي للخطوط الكويتية يساهم في بيعها بثمن بخس ويجعلها في موضع مناسب لعملية الإستحواذ (عفوا التخصيص) التى قارب أجلها. جميع ما تعانيه هذه المؤسسة المسكينة سينتهي قريبا بعد تحويلها إلى المالك الجديد!

    ردحذف
  4. شكرا على تعليقك
    يفترض قبل أن تتم عملية التخصيص أن يتم اجراء عملية تأهيل للشركات التي سيتم تخصيصها. عمليات التأهيل لها أهداف كثيرة، منها اصلاح اوضاع الشركة وتأهيلها للانخراط بسهولة في سوق تنافسي. عمليات التأهيل أيضا تضمن ضرورة حصول الدولة على الثمن العادل للشركة التي يتم تحويلها الى القطاع الخاص.
    من المؤكد أن الاوضاع المتدهورة لأي شركة يتم تحويلها الى القطاع الخاص تؤدي الى التأثير على الثمن الذي سيتم به تحويل الشركة الى القطاع الخاص. ولذلك فان التوقيت المناسب لتحويل الشركات الى القطاع الخاص يعد أمرا حيويا لضمان تسعيرها بالثمن العادل.
    الوضع بالنسبة للكويتية مختلف، لأننا أمام شركة تعد اعتبارات السلامة أمرا حرجا بالنسبة لها، ولا يمكن كما أنه لا يجوز أن يتم النقاش فيها، سواء أكانت الشركة سيتم تخصيصها أم لا. نسأل الله السلامة للكويتية وركابها جميعا.

    ردحذف
  5. و الله انا لدي موضوع ماقبل الخصخصه و هو بدآ تصفية بعض الموظفين و توزيع ثروات مثل درجات و مناصب و امتيازات فمثلا عزل بعض الشباب الكويتي من الطيران الاميري في الخطوط الجويه الكويتية (تقليص عدد الكويتيين)
    و استبدالهم ببنات اجانب .

    ردحذف