الاثنين، أغسطس ١٧، ٢٠٠٩

الرقم القياسي لساعات العمل في فترات الكساد

لا يقاس عرض العمل بعدد العمال العاملين فعلا أو الراغبين في التوظف، وإنما غالبا ما يقاس عرض العمل في صورة عدد ساعات العمل، أو الرقم القياسي لها كبديل للعدد الفعلي لإجمالي عدد ساعات العمل المبذولة في عملية إنتاج السلع والخدمات. ويعد إجمالي عدد ساعات العمل من المؤشرات المهمة في التعرف على اتجاهات النشاط الاقتصادي ومعدلات النمو له، ففي فترات الرواج يميل إجمالي عدد ساعات العمل نحو التزايد، بينما يميل إجمالي عدد ساعات العمل نحو التناقص في فترات انحسار مستويات النشاط الاقتصادي. كذلك يمكن استخدام إجمالي عدد ساعات العمل المبذولة في عملية الإنتاج في حساب متوسط الإنتاجية في الاقتصاد، أي حجم الإنتاج لكل ساعة عمل، وبشكل عام فان متوسط عدد ساعات العمل يعد من المؤشرات السابقة للنشاط الاقتصادي، أي أنها تميل نحو الارتفاع قبل أن تبدأ معدلات النمو الاقتصادي في التحسن، وتميل نحو الانخفاض قبل أن تبدأ معدلات النمو الاقتصادي في التدهور.

الشكل التالي يوضح الرقم القياسي لعدد ساعات العمل في القطاع الصناعي الخاص في فترات الكساد التي مرت على الاقتصاد الأمريكي منذ السبعينيات. ومن الشكل يلاحظ مدى عمق الأزمة الحالية، حيث انخفض الرقم القياسي لعدد ساعات العمل في الأزمة الحالية بصورة أكبر من أية أزمة كساد أخرى مر بها الاقتصاد الأمريكي خلال الأربع عقود الماضية. لاحظ أيضا أن الرقم القياسي لساعات العمل خلال الثلاث أشهر الأخيرة مال نحو الثبات تقريبا. ماذا يعني ذلك؟ إن ذلك يعني أنه إذا تحسنت مستويات الإنتاجية في الاقتصاد الأمريكي، فربما نشهد معدلات نمو موجبة لأول مرة في الاقتصاد الأمريكي وذلك منذ أن بدأت الأزمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق