يبدو أن الاقتصاد الأمريكي قد تعافي من الأزمة الحالية بصورة أسرع من الأزمات الرئيسية السابقة لسوق المال، وهي أزمة الكساد الكبير في 1929 وأزمة أسعار النفط في السبعينيات وأزمة الشركات التكنولوجية في أوائل الألفية الحالية والأزمة التي نعيشها حاليا، معبرا عن هذا التعافي بمؤشر أسعار الأسهم "داو" في أزمة 1929 ومؤشر "ستاندارد أند بور 500" في الثلاث أزمات التالية مقاسا بعدد الأيام. ومن الشكل التالي يتضح أن تعافي مؤشر أسعار الأسهم خلال الآزمة الحالية كان أسرع من تعافي مؤشر داو في 1929، غير أن تجربة 1929 توضح انه على الرغم من تعافي مؤشر داو في نهاية 1929 حتى الربع الثاني من 1930، والتي صاحبها الاعتقاد بأن الأزمة قد قاربت على الانتهاء، إلا أن المؤشر قد اخذ في الانهيار بعد ذلك، كما هو موضح في الشكل.
التجربة الأمريكية في الأزمات السابقة إذن توحي لنا بأن التعافي الحالي من الأزمة في صورة ارتفاع مؤشر ستاندارد أند بور 500 قد يكون اتجاها زائفا، وأنه ربما تتدهور الأمور إلى الأسوأ فيما بعد. لذلك ما زلنا في حاجة إلى انتظار المزيد من الأخبار الجيدة حول تعافي الاقتصاد الأمريكي من الأزمة، حتى تزداد ثقتنا بأن الأسوأ من الأزمة أصبح وراء ظهورنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق