تشير البيانات المتاحة عن متوسط المدى الزمني الذي يحتفظ فيه المستثمرون للأسهم في سوق نيويورك للأوراق المالية أن المستثمرين أصبحوا يحتفظون حاليا بالسهم في المتوسط لمدة لا تزيد عن 6 أشهر، مقارنة بحوالي 8 إلى 10 سنوات في الفترة ما بين الأربعينيات إلى الستينيات. من الواضح من الشكل التالي أن متوسط المدة التي يتم الاحتفاظ بالأسهم فيها في المحافظ المالية للمتعاملين في البورصة يميل نحو التناقص بشكل واضح بمرور الوقت، خصوصا في الفترة الزمنية التي سبقت الأزمة المالية العالمية. ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أن المتعاملين في البورصة ليسوا مستثمرين بالمعني الحرفي للكلمة، وإنما هم مجموعة من المضاربين في الأسهم، يتداولون الأسهم لفترات زمنية قصيرة جدا، مما يرفع من درجة تقلب الأسواق المالية ويمثل عنصرا مهما من عناصر عدم استقرارها، فلا يمكن ان نطلق على من يحتفظ بالاسهم لمدة 6 أشهر بأنه مستثمر. البورصة إذن تحولت من سوق للاستثمار إلى سوق للمضاربة يطبق فيه المتعاملون مجموعة من الصيغ الرياضية لتحديد وقت الدخول ووقت الخروج. ليس غريبا إذا أن تحدث مثل هذه الهزات العنيفة في أسواق الأوراق المالية.
إذا كان الوضع كذلك فليس من حق المضاربين في أسواق الأسهم أن يطالبوا الحكومات بإنقاذهم عندما تنهار الأسعار تحت ضغوط المضاربة، وعليهم أن يتحملوا تكلفة المخاطر المصاحبة لسلوك المضاربة الذي يسلكونه في أسواق الأسهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق