تدعي النماذج الاقتصادية القياسية بقدرتها على القيام بتنبؤات دقيقة لمسار الاقتصاد في المستقبل في ضوء مجموعة من الفروض حول سلوك المتغيرات الاقتصادية الكلية الأساسية في تلك النماذج وفي ظل بعض التوقعات. في ضوء هذه الاعتبارات يتم وضع سيناريوهات محددة لمسار الاقتصاد في المستقبل ومن ثم التنبؤ بمسار المتغيرات الاقتصادية الكلية مثل الناتج المحلي الإجمالي أو معدل نموه.. الخ. ويدعي القياسيون حاليا أن لديهم نماذج محترفة للاقتصاد ككل تمكنهم من التنبؤ بمسار متغيراته الأساسية بدرجة معقولة من الدقة، درجة دقة التنبؤات تتحدد عندما نقارن تلك التنبؤات بالبيان الفعلي للمتغير الذي يتم التنبؤ به.
إذا كانت البيانات الفعلية بعيدة عن التنبؤات بصورة واضحة، فان الوقت والجهد الذي تم بذله في بناء تلك التنبؤات هو بمثابة وقت وجهد ضائع، والموارد التي تم استخدامها في إجراء هذه التنبؤات هي موارد ضائعة، الشكل التالي يوضح تنبؤات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة خلال الفترة من 1982 إلى 2009 (المتوسط المتحرك لأربع فترات ربع سنوية)، ومن الواضح من الشكل أن التنبؤات التي بناءها لمعدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة تختلف تماما عن البيانات الفعلية لمعدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي. ماذا يوحي هذا الشكل إذن، ببساطة شديدة هو أن الاقتصاديون لا يملكون مهارة التنبؤ بشكل صحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق