الثلاثاء، أغسطس ٠٤، ٢٠٠٩

عشر سنوات على إطلاق اليورو

منذ انطلاقه من عشر سنوات تقريبا ويواصل اليورو رحلته بثبات كعملة دولية قوية ومستقرة، ساعدت دول أوروبا على مزيد من الاستقرار في الأسعار في حين أن الكثير منها كان عرضة سابقا قبل التحاقها باليورو للتضخم. كذلك اثبت اليورو انه عملة لا تتعرض مثل غيرها من العملات لازمات يمكن أن تعصف باقتصاديات الدول الأعضاء فيه، وكان أيضا عنصر ضبط للدول الأعضاء في سياساتها المالية وحرصها على الالتزام بميزانيات عامة منضبطة حتى تحافظ على قيمة اليورو. عدد الدول الأعضاء في اليورو حاليا هو 16 دولة، بعد أن كان 11 دولة عند إطلاقه منذ عشر سنوات، وهناك الكثير من الدول الأوروبية التي ليست أعضاء فيه حاليا تتبنى اليورو كعملة، وتفكر في الانضمام اليه.


من ناحية أخرى فان المكانة الدولية لليورو تتعزز بمرور الوقت كعملة عالمية، على الرغم من أن اليورو لم يثبت حتى هذه اللحظة قوته كبديل للدولار الأمريكي، كعملة احتياط عالمية، غير أن مكانة اليورو حاليا في تصاعد، بصفة خاصة مع الضعف المتواصل للدولار. تصاعد مكانة اليورو يعد امرا مهما للعالم، فالعالم في أشد الحاجة الى عملات احتياط أخرى مثل الدولار حتى يمكن ان يتجنب المخاطر الناتجة عن اعتماده على عملة احتياط واحدة.


اليورو يتعرض لضغوط حاليا وفي المرحلة المقبلة من جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، وما يتبعها من جهود للتثبيت الاقتصادي في الدول الأعضاء، فضلا عن التهديدات الكامنة من جراء إتباع سياسات مالية غير مناسبة في الدول الأعضاء تهدد الاستقرار المالي للمجموعة في ظل الأزمة. ومن ثم فان الأيام القادمة سوف تثبت ما إذا كان اليورو عملة قادرة على مواجهة العواصف الاقتصادية، مثلما كان كذلك في أوقات الاستقرار الاقتصادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق