الأربعاء، أغسطس ١٩، ٢٠٠٩

انكماش الأسعار

كافة السيناريوهات المستقبلية المتاحة حاليات تشير إلى أنه أخذا في الاعتبار الاتجاهات الحالية للسياسة النقدية الحالية في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الولايات المتحدة، وبالتالي قدر لا بأس به من دول العالم، سيواجه ضغوطا تضخمية قاسية بمجرد أن يبدأ الاقتصاد الأمريكي في التعافي من الأزمة، وتبدأ ضغوط الطلب التي تغذيها السياسة النقدية في الانطلاق من قيودها لتحدث تضخما يصفه البعض بأنه سوف يكون تضخما جامحا. برنانكي في أكثر من موضع، يؤكد أنه عندما يأتي هذا اليوم فان الاحتياطي الفدرالي لديه حقيبة جاهزة من السياسات التي تمكنه من السيطرة على الوضع ومواجهة التضخم، وقد قمنا من قبل بتحليل خياراته على هذه المدونة في مقال سابق. لحسن الحظ أن هذا اليوم ليس يومنا هذا، على العكس من ذلك فان اتجاهات التضخم في الولايات المتحدة تشير إلى حدوث انكماش سعري وليس تضخما سعريا. معنى ذلك أن الفترة الحالية وربما لفترة زمنية قليلة قادمة سوف نستمتع بانخفاض في الأسعار لحسن الحظ، وأعتقد أن الجميع يلاحظ أن الارتفاع في أسعار السلع قد توقف بشكل عام، وهو ما أدى بمعدل التضخم نحو التراجع. هذا هو الأثر الايجابي الوحيد للأزمة المالية العالمية، بعد أن كانت أسعار السلع آخذة في التصاعد بشكل كبير وأصبحنا جميعا نشعر بسوط التضخم يلهب ظهور محدودي الدخل.

الشكلين التاليين يوضحان المستوى العام للأسعار في الولايات المتحدة وفقا لمؤشر الرقم القياسي لأسعار المنتجين (أو أسعار التكلفة للسلع والخدمات المختلفة التي تشكل مكونات سلة الرقم القياسي للأسعار)، الشكل رقم 1 يوضح معدل التغير في الرقم القياسي لأسعار المنتجين للسلع النهائية بما في ذلك أسعار الوقود والغذاء، أخذا في الاعتبار أن عام 1982 هو سنة الأساس. ومن الشكل يلاحظ أنه خلال العام الماضي انخفضت الأسعار وفقا لمؤشر الرقم القياسي لأسعار المنتجين بأكثر من 15%.
الشكل رقم (1) الرقم القياسي لاسعار السلع النهائية (أسعار المنتجين)


الشكل رقم 2 يوضح معدل التغير في الرقم القياسي لأسعار السلع الوسيطة (المواد الخام والسلع الوسيطة الأخرى التي يتم استخدامها في إنتاج السلع والخدمات)، ومن الشكل يلاحظ أن المسبب الرئيسي للانخفاض الأسعار هو ميل أسعار هذه السلع نحو الانخفاض بحوالي 20% خلال العام الماضي. غير أن الشكل يشير إلى معلومة هامة وهي أنه من بين السلع النهائية فان أهم مجموعتين تراجعت أسعارهما هما الوقود والغذاء، وأنه بفصل هاتين المجموعتين من السلع فان انخفاض أسعار السلع الأخرى يعد محدودا (انظر إلى المنحنى الأزرق في الشكل). بشكل عام يمكن القول وبقدر كبير من الثقة أننا نعيش حاليا حالة انكماش سعري.


الشكل رقم (2) الرقم القياسي لأسعار السلع والوسيطة والسلع النهائية (بدون الوقود والغذاء)




مصدر الاشكال البيانية: http://www.businessinsider.com/henry-blodget-hello-deflation-2009-8

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق